ولهذا فالهدي النبوي الذي جاء به نبينا عليه السلام أوضح من غيره في هذا المجال وكل مجال حينما أنكر بعض أسماء سمعها لجماعة من صحابته رجالا ونساء فغيرها لما هو أفضل من باب الحسن أو من باب الفأل وتعدى المجال إلى تغيير أسماء أماكن وقبائل وحاشاه أن يتعسف في ذلك بل هو تصرف نبوي له دلالاته ذكرها علماء وأكدتها دراسات قالت بتأثير الاسم على الشخصية ولذا فلا غرابة إذا قلنا إن هذا الشخص اسم على مسمى أو له من اسمه نصيب.
إن تسمية الأبناء في الماضي لها أسبابها المفروضة لكنها اليوم قد لا تصلح أمام المد الثقافي والانفتاح الاجتماعي فالأمس كان لأجدادنا واليوم هو لنا وغدا لأبنائنا ولتشابك الحضارات مع لغتنا العربية دور في نقل أسماء منها وإليها كتبييض أسماء لكنها (دون فساد) كطلعت ورفعت وكزيدون وحفصون.. إلخ.
والعرب تقول إن الاسم كالثوب إن طال شان وإن قصر شان وهذه هي مشكلتنا مع الأسماء وبالذات أسماء البنات لأن الأصل فيه أن يكون عربيا خفيفا على اللسان سهل الكتابة وحسن المعنى وما يصلح للبنت الصغيرة مثلا لا يصلح لها وهي كبيرة ولك أن تسابق الزمن وتتخيل أن جدتك اسمها كارمن أو ريتاج أو فريال أو تولين عند من يؤولها من غير المتخصصين وكأن حروف لغتنا الخالدة عنده أقل من عشرة حروف وحتى لا نضيق واسعا فلن أذكر أسماء.. ولكني سأحيل على واسع في كتاب المنتقى من أسماء البنين والبنات للدكتور فواز اللعبون، وإذا بقي من احترام للغتنا لغة القرآن فإن المحافظة على أسماء أبنائنا وبناتنا داخل دائرة لغتنا العظمى أولى بكثير من المحافظة على عروبة منشآتنا التجارية من ملابس ومطاعم وعطارة !
@yan1433