أكد مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء أهمية الوقاية من النباتات السامة والتعامل معها بشكل مناسب من خلال معرفة النباتات الخطرة في المنزل والحديقة، وعدم أكل النباتات البرية إلا إذا تم التأكد من سلامتها، والاحتفاظ بالنباتات والبذور والثمار بعيدا عن متناول الأطفال، وتوعية الأطفال بالخطر المحتمل من تناول النباتات السامة.
تحسس جلدي
وقال مدير إدارة البيئة بمكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمحافظة م. ماجد القعيمي إن النباتات السامة تحتوي على نسبة معينة من مواد فعالة أو منتجة لها في الظروف الاعتيادية وتؤثر تأثيرا سيئا على الحيوان والإنسان عند أكلها مصحوبة بتهيج وتوعك أو تحسس جلدي تظهر مباشرة أو بعد فترة نتيجة تراكم المواد السامة. موضحا أن أجزاء النباتات المحتوية على المادة السامة تختلف من نبات إلى نبات آخر، منها ما يتركز بجميع الأجزاء، وأخرى بالأزهار، أو بالأوراق، أو بالثمار.
الدفلة والخروع
وأشار إلى أن من الأشجار والنباتات السامة شجرة الدفلة، وهي من الشجيرات المعمرة البرية تنمو بالوديان الصخرية العميقة وتتم زراعتها بجانب الطرق بغرض الزينة، وجميع أجزاء النبات سامة، خاصة الأوراق نظرا لاحتوائها على مواد مؤثرة على عضلة القلب، ونبات الداتورا يمكن لسمه أن يقتل مَنْ يأكله، فهو يسبب الهلوسة والهذيان، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب كثيرا، وارتفاع حرارة الجسم. إضافة إلى بذور وأوراق نبات الخروع، التي تعد سامة جدا، وتحتوي بذرة الخروع في حوالي 50% من وزنها على زيت، وهذا الزيت هو المستخدم طبيا. الزيت غير سام ويحضر من البذور التي تحتوي على مادة الريسين السامة وتذوب في الماء ولا تذوب في الزيت.
تحذير وفزع
قال الباحث الزراعي وليد الدويرج: إن التحذير من بعض النباتات السامة يقصد به بأنها نباتات غير مخصصة للأكل. مبينا أن تعريف السم في علم الأحياء هي المواد التي تسبب اضطرابات للكائنات الحية، فنجد أن الكثير من النباتات تحتوي أجزاؤها على المركب السام، فعلى سبيل المثال الباذنجان غير الناضج يحتوي على مركب «السولانين» وهو مركب كيميائي سام يتواجد في جميع النباتات غير الناضجة من الفصيلة الباذنجانية مثل الطماطم والبطاطا والداتورا، فكلما كان الباذنجان غير ناضج كانت كمية السولانين أكبر، وهذا يعني أنه حتى الباذنجان الناضج يحتوي على المركب السام لكن بكميات محدودة.
إرشاد زراعي
وأضاف: إن هناك سموما أخرى قاتلة وأشد فتكا وضررا بالإنسان ممثلة بالمبيدات المنزلية والمبيدات الزراعية، التي لها فترة تحريم لمدة معينة يتم تحديدها على إرشادات استخدام المبيد، إذ إنه يحرم تناول الخضراوات أو الفواكه، التي تم رشها قبل انتهاء مدة التحريم المحددة. ولفت الدويرج إلى وجود وصف آخر لـ«سام»، وهو التسمم الغذائي، الذي ينتج عن تناول أكل ملوث أو لحوم لم يتم طهيها بشكل جيد. لافتا إلى أن 80% من النباتات تحتوي على سموم كما تم التوضيح عنها آنفا، فعلى الصعيد الرسمي والعالمي لم نجد من المختصين سواء الكيميائيين أو الزراعيين إرشادات بالتحذير أو التخلص من تلك النباتات سواء في المملكة أو بأي دولة بالعالم لأنه المقصود التحذير وليس التنفير.
فوائد بيئية
ولفت مؤسس وقائد فريق أصدقاء الحياة الفطرية بالأحساء أحمد بو خمسين، إلى أن النظر إلى النباتات السامة والاستمتاع بجمال زهورها لن يقتل، وأغلب النباتات السامة تستعمل في كثير من الدول بالصناعات الدوائية والتجميلية، ولها تأثيرات إيجابية جدا على النظم البيئية في كل منطقة، فسبب سمية أغلب هذه النباتات يعود لامتصاصها للعناصر الثقيلة الضارة من محيطها البيئي، فتخلص البيئة من تلوث الجو والتربة، لافتا إلى أن المؤسسة العامة للري بالأحساء منعت إزالة أشجار الخروع في جنبات قنوات الري والصرف بالأحساء والإبقاء عليها لتعطي مناظر جمالية خلابة بأوراقها الخضراء النجمية الشكل، كما أن الإبقاء عليها يساهم في تعزيز الغطاء النباتي بشكل مجاني.
اشتراطات صحية
وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة الأحساء خالد بووشل، أن الأمانة تعمل ضمن مشاريعها التجميلية للحدائق والمرافق العامة، باختيار الشتلات وأنواع الزهور، بما يتواكب مع البيئة المحلية، التي تتناسب مع أجواء المحافظة، كما تعنى بجزء كبير منها ضمن مشروع مشتل الأمانة الخاص بإنتاج العديد من الشتلات، كما يتم الاختيار وفق تعليمات وزارة الشؤون البلدية والقروية، التي وضعت قوائم عديدة من الأنواع، والتي يتم التوقف عن زراعتها نظير عدم مطابقتها للاشتراطات البيئية أو الصحية.