سياسة الدولة ونهجها الراسخ عبر التاريخ في علاقتها مع حلفائها إجمالا ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص، تستديم في ثبات يتطور في معانيه ويتفوق في أبعاده ضاربا أعمق المثل وأبلغ معاني الحرص والتضحية في سبيل كل شأن يخدم الأمن والاستقرار ووحدة الصف وتحقيق السلام الإقليمي. واليوم، وبفضل جهود حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، ترتسم ملامح أطر تتجدد بين دول مجلس التعاون الخليجي، والذي تقود المملكة بداية حل لأزمة حالية، يتضح للراصد أنها تحد آخر من تلك التحديات العديدة التي واجهت دول مجلس التعاون الخليجي عبر العقود الماضية، والتي كان لقيادة المملكة وحكمتها وجهودها وحنكة سياستها، الدور الرئيس في تجاوزها.
حين نمعن في مواقف بعض الدول التي حاولت استثمار الأزمة الطارئة لخدمة مصالحها، نستبين من هم أعداء الدول الخليجية والعربية والمنطقة من أصحاب الأجندات التوسعية والغايات المشبوهة، في المقابل نستنبط من الأطر التي تشكل المشهد الراهن أن الواقع يعكس التاريخ ويقود عجلة المستقبل بفضل ذلك النهج الراسخ للمملكة العربية السعودية في سعيها الدؤوب وتضحياتها التي تستديم مع مر السنين، وبالرغم من تعاقب التحديات وتغير الحيثيات والمعطيات، فهذه الجهود نهج راسخ في سبيل الحفاظ على أمن كل دولة خليجية دون استثناء، وامتداد لتلك الثوابت في سبيل إرساء الأمن والاستقرار انطلاقا من مكانة المملكة في المنطقة والعالم، وأدوارها التاريخية القيادية في وحدة الصف الخليجي والاستقرار الإقليمي والدولي.