وقال عالم الفيروسات بجامعة ماساتشوستس جيريمي لوبان، وفقًا للصحيفة: «ربما تكون السلالة الجديدة بدأت حتى في الولايات المتحدة››، ما يشير إلى أنه ربما تم اكتشافها في بريطانيا أولًا لأن المملكة المتحدة لديها برنامج تسلسل الجينوم الذي يعتبر الأفضل في العالم، مقارنة بالبرنامج المتقطع، الذي يستخدم في الولايات المتحدة. وأضاف لوبان: التسلسل الاختباري في الولايات المتحدة متقطع للغاية.
وفي سياق متصل، قال حاكم نيويورك أندرو كومو أيضًا إنه يعتقد أن السلالة الجديدة قد وصلت إلى الولايات المتحدة بالفعل، بينما قال مستشار البيت الأبيض لشؤون الفيروس الدكتور أنتوني فوتسي: «علينا حقًا أن نفترض أن السلالة وصلت إلى هنا بالفعل».
وتابع فوتسي: لن أتفاجأ على الإطلاق إذا كانت السلالة هنا بالفعل، مضيفًا أن فرض شرط الاختبار الإجباري قد يكون ضروريًا للسفر إلى الولايات المتحدة، لكن حظر السفر تمامًا سيكون خطوة غير ذات جدوى إلى حد ما.
مخاوف متزايدة
وقالت صحيفة «الصن» إنه لا يجب التأخر عن الحصول على التطعيم، ولو ليوم واحد، خاصة بعد تأكيد العديد من العلماء على الاحتمالات الكبيرة لفاعليته في التغلب على السلالة الجديدة. وأشارت الصحيفة في تقرير آخر إلى تحذير العالم في اللجنة الاستشارية في المملكة المتحدة كالوم سيمبل من أن الطفرة الجديدة «من المرجّح أن تصبح السلالة المهيمنة في جميع أنحاء العالم»، وتوقع أنها ستنافس أشكالًا أخرى من الفيروس.
وألقى سياسيون بريطانيون باللوم على الطفرة في عودة ظهور الحالات بمنطقة جنوب إنجلترا، والتي لم يلتزم معظم قاطنيها بقيود الإغلاق أو الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الحكومة. لكن خبراء آخرين قللوا من شأن هذه المخاوف قائلين إن هذه الادعاءات غير مثبتة حتى الآن.
وحذر الخبراء من أن سلالة فيروس كورونا الجديدة، التي ظهرت في بريطانيا، ربما أصابت الأطفال أكثر من الأنواع الأخرى للفيروس، وسط مخاوف متزايدة من ضرورة استمرار إغلاق المملكة المتحدة ومنع السفر منها وإليها.
تباعد اجتماعي
وعنونت صحيفة «الإندبندنت» متابعتها للسلالة الجديدة بالقول: المملكة المتحدة تسجل أعلى زيادة يومية في الحالات المؤكدة لـ «كوفيد 19» منذ بداية الوباء، لافتة إلى التفشي غير المسبوق للعدوى، حيث تم الإبلاغ عما يقرب من 700 حالة وفاة جديدة، وفقًا للأرقام الرسمية الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية «DHSC» قولها إنه تم تسجيل 36804 إصابات في جميع أنحاء المملكة المتحدة خلال 24 ساعة حتى الساعة 9 صباحًا يوم الثلاثاء الماضي، وبذلك يصل المجموع على مستوى البلاد إلى 2110314. متجاوزًا الرقم اليومي الرقم القياسي السابق البالغ 35928، يوم الأحد الماضي، كما توفي 691 شخصًا آخر في غضون 28 يومًا من ظهور النتائج الإيجابية لاختبارات الفيروس عليهم.
وعلّقت الصحيفة على تلك الأرقام بقولها: «ربما ترسل تلك البيانات تحذيرًا شديد اللهجة لمَن لا يلتزمون بقيود الإغلاق والتباعد الاجتماعي حتى الآن».
قيود ضرورية
ووافقتها صحيفة «الجارديان» في الرأي مشيرة إلى أن «قمع السلالة الجديدة من الفيروس أصبح ضرورة إجبارية» على حد وصفها، مع مطالبة الحكومة البريطانية باتخاذ المزيد من الإجراءات ذات الصلة لفرض سيطرتها قدر الإمكان على المتحور. وقال معلق الصحيفة: «شددت الحكومة البريطانية حتى الآن من القيود المفروضة في العاصمة لندن وجنوب شرقي بريطانيا، سعيًا منها للحد من انتشار سلالة جديدة من الفيروس مختلفة وسريعة الانتشار، ولكن الإجراءات الحقيقية يجب أن يقوم بها الأشخاص والعائلات، ممن يتوجب عليهم استشعار خطورة الموقف».
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تأكيده بأن شدة تفشي سلالة الفيروس الجديدة أجبرته على فرض إغلاق في معظم أنحاء إنجلترا في فترة عيد الميلاد، كما قال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك بعد تراجع جونسون عن قراره السابق بتخفيف التدابير خلال موسم الأعياد: «للأسف، إن السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة... وعلينا القيام بكل ما يمكن اتخاذه للتعامل معها».
خريطة الانتشار
من جانبها، نشرت صحيفة «الإكسبريس»، خريطة للانتشار السريع للفيروس داخل المملكة المتحدة، مؤكدة أنه ضرب أكثر من 57 منطقة حتى الآن بأعداد ملحوظة، ولفتت الصحيفة إلى أن أول مرة ظهر فيها الفيروس المتحور على مريض كانت في سبتمبر الماضي، بينما أبلغت هيئة الصحة العامة في إنجلترا الحكومة، يوم الجمعة الماضي، عندما كشفت عملية إعداد نماذج الخطورة الكاملة للسلالة الجديدة.
وقال معلق الصحيفة: «رغم خريطة الانتشار السريع للفيروس المتحور لكن المسؤول الطبي البارز في بريطانيا كريس ويتي أشار إلى أنه بينما تعتبر السلالة الجديدة معدية أكثر بكثير إلا أنه لا دليل حاليًا للإشارة إلى أنها تتسبب في معدل وفيات أعلى أو تؤثر على اللقاحات والعلاجات، رغم أن العمل جار بشكل عاجل لتأكيد ذلك».
تدابير وقائية
وفي سياق آخر، ركّزت صحيفة «التليجراف» الضوء على العلاقة بين الفيروس الجديد والأطفال، وقالت الصحيفة إنه وفقًا للتقرير فإنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة أكثر فتكًا أو تسبب مرضًا أكثر حدة، والأعراض التي يجب البحث عنها هي نفسها، لكن العلماء يؤكدون أن الفيروس قادر على الانتشار بسهولة أكبر، خاصة بين الأطفال، مما يستدعي اتخاذ عائلاتهم تدابير وقائية مشددة عند استقبالهم بعد العودة إلى المنزل، إضافة إلى حمايتهم من الفيروس عبر التزام النظافة وتقديم الأطعمة والمشروبات التي تقوي مناعتهم بصورة أكبر.
وقالت الصحيفة إن المدارس البريطانية ربما تتخذ قرارًا بعدم فتح أبوابها في شهر يناير المقبل حال استمرار معدلات التفشي في الزيادة. وأضافت: «العديد من المدارس البريطانية اتخذت قرارًا باستمرار العمل من المنزل، والتدريس باستخدام المنصات الدراسية وحسب، بسبب الخوف من إصابة الأطفال بالعدوى أو نقلهم لها للراشدين الذين يختلطون بهم».
آمال اللقاح
وقالت صحيفة «فاينانشيال إكسبريس»، إن اللقاحات الجديدة هي الأمل الأكبر في السيطرة على السلالة الجديدة، بعد إشارة العلماء إلى احتمالية فاعليتها الكبيرة في مواجهة المتحور. ونقلت الصحيفة عن شركة الأدوية البريطانية «أسترازينيكا» قولها إن لقاحها ضد فيروس كورونا فعّال ضد السلالة الجديدة من الفيروس، وإن الدراسات جارية للتحقق الكامل في تأثير الطفرة.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الشركة أن اللقاح يحتوي على المادة الجينية لبروتين فيروس كوفيد 19، ولا يبدو أن التغييرات في الشفرة الجينية، التي شوهدت في هذه السلالة الفيروسية الجديدة، تعدل بنية البروتين.
وأعلنت الشركة البريطانية، يوم الجمعة الماضي، عن بدء دمج اللقاح الروسي «سبوتنيك V» مع لقاحها في تجاربها، بهدف رفع فعالية ونجاح لقاحها ضد كورونا.
واختتمت الصحيفة: «تلقي التطعيم الآن وبأسرع وقت أصبح ضروريًا، وباقي شركات الأدوية المنتجة للقاحات كوفيد 19 تقوم بإجراء تجارب على السلالة الجديدة الآن للتأكد من فاعلية لقاحاتها عليها».