ولأن أعداء الإسلام يعلمون أن انفصال المسلم عن القرآن والسنة النبوية هو بمثابة الموت للأمة الإسلامية، كما أخبرنا الرسول الكريم: «مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر مثل الحي والميت».
فقد حاول كفار قريش بكل السبل منع انتشار القرآن، وطلبوا من أتباعهم عدم سماع القرآن وقيامهم بالشوشرة على مَنْ يقرأ القرآن. كما يروي القرآن الكريم: «وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ».
ويتضح من الآية السابقة: أن الغلبة تكون لأعداء الإسلام حينما يبتعد المسلمون عن القرآن الكريم، ولا يقتدون بالسنة النبوية الشريفة.
وبالفعل، لقد تعطلت أجهزة استقبالنا، ولم تعد تستقبل الإشارة بوضوح، ويا حسرتنا لم نعد نتأثر عندما نستمع لكلام الله، مصداقاً لقوله تعالى: «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ».
والخوف كل الخوف من أن نكون ممن طبع الله على قلوبهم؛ لاتباعنا أهوائنا وأصبحنا من المنافقين، ممن أخبر عنهم القرآن الكريم: «وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ».
وحتى لا تكون مثلهم، كن ممن قال عنهم النبي الكريم: «خيركم مَنْ تعلم القرآن وعلمه».
@salehsheha1