وعلمت «اليوم» أن الرئيس التنفيذي لهيئة التراث د.جاسر الحربش، تفقد الأعمال الميدانية لقصر صاهود، ووقف على أعمال الترميم، يوم أمس، والتي جاءت ضمن جولته على حزمة من المواقع الأثرية في الأحساء، لدراسة أوجه التطوير والمحافظة على تلك المواقع.
نقل المسؤولية
ويعد قصر صاهود الأثري من المعالم التراثية التي ستنتقل مسؤولية الإشراف عليها إلى هيئة التراث، ويمتد عمره إلى القرن السابع الهجري، ويحيط به سور عال به سبعة أبراج مخروطية للرقابة، ويتضمن بئرا، ومسجدا، وإسطبلات خيول، وقبوا، وعددا من الغرف، إضافة إلى ساحة مفتوحة، وسمي بـ«صاهود» نسبة إلى مدفع كبير كان منصوبا فيه.
حالة أصلية
وتعمل الهيئة على تنفيذ عمليات الترميم بشكل عاجل، لاستعادة الحالة الأصلية للسور، وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود هيئة التراث لخدمة التراث الثقافي بقوالبه المادية وغير المادية، وصيانة المواقع التراثية وحفظها وصونها وحمايتها من المؤثرات الطبيعية والتدخلات البشرية.
ارتياح الأهالي
وأبدى عدد من الأهالي ارتياحهم الكبير للجهود المبذولة من هيئة التراث، والاستجابة السريعة بتنفيذ أعمال الترميم للقصر الذي يعد من المعالم التاريخية المهمة في محافظة الأحساء.
عناية فنية
من ناحيته، قال رئيس فرع جمعية علوم العمران بمحافظة الأحساء م عبدالله الشايب لـ«اليوم»: إن ترميم الآثار يعد من أصعب الأمور في الجانب الحضري، إذ إن الآثار لها منظور تاريخي، في مفردات التصميم التي تبين مختلف الاستخدامات، وبالتأكيد مواد البناء وتقنيات الإنشاء، والأبنية الطينية بشكل عام مترفة أو هشة أمام عاديات وعوامل الزمن المختلفة كالأمطار، وتآكل الأخشاب، والرياح، هذا إذا لم تكن هناك صيانة دورية، أو أن يكون هناك تكسية من الجص الحساوي.
وأكمل: «هذه الأمور وغيرها محل اهتمام وعناية فنية من خبراء الترميم، الذين يشكلون حلقة الوصل سواءً عند الترميم، أو إعادة التأهيل، معتمدين على بنية معلوماتية مسبقة عن المنشأة».
فجوة معرفية
وأشار إلى حدوث فجوة معرفية في مجتمعات وبيئات الأحساء المبنية في مدن الهفوف والمبرز وغيرها، حتى في أصول الأماكن التي يجلب منها الطين واختيار النخلات الملائمة للجذوع وكذلك المحجر والمجصة وكل المتطلبات.
انهيار مفاجئ
وأكد أن انهيار جزء من قلعة صاهود التاريخية كان أمرًا مفاجئًا، وجاء بعد انتهاء مشروع ترميم قبل سنة ونصف، مضيفًا: وجدت أن عاملًا رئيسيًا في هذا الحدث نتج من تآكل عوارض الجذوع في الجدران المتينة للقلعة، وهذا يؤكد حتمية أن تكون هناك تقنية عمل مسبار لمثل هذه الجدران قبل الترميم لتلافي مثل هذا الحدث مستقبلًا.
استجابة سريعة
وقال الشايب إن سرعة الاستجابة لنداء المحافظة على قلعة صاهود، والبدء بمشروع عاجل لإعادة تأهيل الجزء المنهار، هو محل تقدير وطني وأهلي، في ظل إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، الأحساء، موقعًا تراثيًا عالميًا، متابعًا: «نتمنى أن يكون الترميم تحت عيون خبراء، بجودة عالية، وينسجم مع رؤية 2030 بمفهوم الاستدامة».
العمارة الأحسائية
واختتم: إن قلعة صاهود من الأهمية بمكان عمرانيًا، إذ تمثل جانبًا من طراز العمارة الأحسائية الإسلامية في شقها الدفاعي والعسكري، والتي تعتبر مدرسة يستفاد منها للتسويق العالمي عن الأحساء في مجال السياحة.
