من الصعب التعامل مع إنسان المصالح الذي يعبد مصلحته ولا يخشى الله في أذية غيره، مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، مصلحته الشخصية أولا وأخيرا وغيره فليذهب إلى الجحيم "أنا ومن بعدي الطوفان" فمن أشد هذه الأخلاق انحطاطا أن يتصف شخص بصفات الإمعة.
فمن أخطر أمراض المجتمع النفسية أن يشيع النفاق في المجتمع، ويعيش المنافق بين فئاته، اليوم مع القوي، الحالي، وغدا مع القوي الآخر، من يدفع أكثر؟!!
فلسفتهم، مسك العصا من الوسط، مع هؤلاء وهؤلاء، مع الأضداد في وقت واحد، وشركاء المختلفين في لحظة واحدة.. عجبي..
شعرت بضياع وأنا واقعة في مستنقع تلك الشخصية وهي تلف وتدور المهم أن ترضي ذاتها، عشقها التبعية، وكما وصفها المحللون بأنها ضعيفة التفكير ساذجة في علاقاتها لا ترتبط بين مقدمات الأمور ونتائجها تميل دائما إلى تصديق الشائعات. ومن الكوارث التي تسببها صنع أبطال من لا شيء، مما يتسبب في ضرر كبير للمجتمع، زد على ذلك كارثة ضعف الإنتاج الفكري والمادي.
ذكرهم الله سبحانه في كتابه الكريم ﴿وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون﴾.
صادفت هذا السلوك واعتبرته مرضا وتألمت لحاله بالرغم مما أصابني منه من ضرر وحمدت الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ما سلككم في سقر؟!، كنا نخوض مع الخائضين. وباندفاع أعمى دون إعمال العقل والفكر.
لا ألوم الإمعات بل ألوم المصانع التي صنعت منهم إمعات، وكلها مصانع تربية عشوائية سلبية خاطئة ربتهم على التقليد والاتباع، فقدوا القدوة الحسنة، وغرس الثقة بالله سبحانه جلت قدرته والتوكل عليه فهو الذي ينفع ويضر وليست مخلوقاته سبحانه وتعالى.
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التذبذب والإمعة، فقال كما في الصحيحين: «تجدون شر الناس ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه»، وأخبر عن الصورة المقززة التي يبعث بها صاحب الوجهين بأن «من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان» أبو داود.
نتيجة مأساوية لمجتمع قطيعي لا يفكر ولا يستخدم عقلة للأسف.
[email protected]