تكاد الفصول الدراسية تغلق ملفاتها معلنة نهاية منتصف العام الدراسي. وإبان ذلك يسعى معظم أرباب الأسر للتنافس في تحفيز أبنائهم بمكافآت نظير الجهد الذي قاموا به أثناء الدراسة. ولكن الأمر البالغ في أهميته أن جزءا كبيرا من تلك المكافآت والباهظ ثمنها لم تأخذ مسارها الصحيح وهو: أن تصرف على مستحقيها من الأبناء المتفوقين. وإنما صرف معظمها للمتكاسل قبل المجتهد. مما ساعد ذلك في رفع مستوى الاستهانة بالتحصيل الدراسي والعناية به لدى كثير من الطلاب. وذلك كله تحت شعار: (لا يهم فحين ذهابي للصفين الثاني والثالث الثانوي فسأهتم بذلك)، والأمر الأقوى خطرا: قناعة كثير من أولئك بجانب واحد من عظات قصص الإلهام التي ميزت القرون الآفلة. فلا ينفك كثير من هؤلاء عن قول: (الدراسة ليست كل شيء. كثير من القادة وصلوا إلى القمم دون أدنى معرفة علمية).
فأصبح استعراضنا لمثل تلك القصص نقمة عليهم، لذلك يجب علينا الحرص على وصول الفكرة بوضوح لمتلقيها. لا سيما أن مجتمعنا يتميز بتنوع البيئات المعرفية والفكرية حتى داخل الأسرة الواحدة. فطرح مثل تلك القصص علينا أن نعيره قدرا من الاهتمام في شرح البيئة والزمن الذي عاشه هذا الملهم، ويجدر بنا الحرص على تمجيد الفئة المستقبلة لقصة الإلهام وتصريحنا لهم بأن طرحنا لتلك القصص لا يعني أننا لا نثق ولا نعي قدرات هذا الجيل. وإنما ذلك لأننا ننتظر منهم المميز القوي وخصوصا أنهم يعيشون ظروفا متطورة لا تقارن بما سبقها من أزمنة وقرون، لكي تأخذ القصة في تنفيذها أقوى جوانب التنافس من قبل المتلقين، ليسهل ذلك علينا المساهمة في صنع أجيال جديدة واعدة في عطائها.
لأنه وللأسف عدد كبير منا وفي كثير من الأحيان، حينما نستعرض مثل تلك المشاكل نضحك عليها وكأنها فكاهة إلى أن نقع في فخ التساهل ولا نعي أن هذا التساهل قد أدى إلى محو الفكرة التي قام بترسيخها قائد المدرسة، والمعلم ناحية الدراسة.
العلاقة هنا علاقة تكاتف ما على كاهل رب الأسرة لا يغني عنه الدور المنوط بقائد المدرسة والمعلم وحتى زميل المقعد الدراسي، وما على أولئك لا يعوض جهد رب الأسرة عنه...
[email protected]