وكانت مؤسسة «سلفيوم» للدراسات والأبحاث، أعلنت عن رصد هبوط طائرة الشحن العسكري إيرباص A400M التابعة لسلاح الجوي التركي في قاعدة الوطية الجوية، يوم الجمعة الماضي.
وقالت: إنه تم رصد طائرة شحن عسكري ثانية من ذات الطراز إيرباص A400M تابعة لسلاح الجو التركي تهبط في الكلية الجوية مصراتة، وأشارت المؤسسة إلى أنها بذلك تكون قد رصدت 37 رحلة شحن عسكري تركية تهبط في ليبيا بداية من 23 أكتوبر الماضي.
إشعال الحرب
فيما حذر الناشط والمحلل السياسي الليبي أحمد عبدالله المهدوي، من محاولات ومساعٍ تركية لخرق الهدنة وإشعال الحرب في ليبيا.
وقال إن تركيا تسعى لخرق الهدنة ودق طبول الحرب في ظل صمت وتراخٍ من البعثة الأممية والمجتمع الدولي، وأشار إلى أن أردوغان يصعّد خطابه المحرّض ضد الجيش الليبي، ويظهر أطماعه في الاستيلاء على الحقول والموانئ النفطية، إضافة إلى فشل العملية إيريني الأوروبية لمراقبة السفن التي تنقل السلاح إلى ليبيا، وتحدّي الأتراك وضربهم بعرض الحائط كل القرارات الدولية الداعية لحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
وأضاف المهدوي: اليوم نحن على شفا السقوط في حرب دولية منطقتها ليبيا ولا تستثني أحدًا لأن ارتدادها سيصل إلى دول الجوار وأقصي أوروبا، ولا نبالغ إذا قلنا إن الولايات المتحدة ستتأثر من هذه الحرب.
حفنة عملاء
وقال المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق: أيقنت الآن بعد تأكيد المبعوثة الأممية ستيفاني ويليامز أن ليبيا بها عشر قواعد عسكرية وعشرون ألف مرتزق وإصرار السراج ومَن معه على الاحتفال بما سمّوه يوم الاستقلال ما هو إلا استقلال مزيف، وما هم إلا حفنة من العملاء يتمنون عودة الأتراك وسياط الطليان لهذا الشعب الغلبان.
وأعرب السفير الألماني في ليبيا أوليفر أوفتشا عن أمنيته أن يتحقق السلام والوحدة والمصالحة لجميع الليبيين وأصدقائهم.
وقال أوفتشا في تغريدة له بموقع «تويتر» في ذكرى يوم الاستقلال: نتمنى وبحرارة السلام والوحدة والمصالحة لجميع الليبيين وأصدقائهم.
بدوره، طرح الكاتب الصحفي مصطفى الفيتوري، تساؤلًا تحت عنوان «ما معنى أن تكون ليبيا دولة مستقلة؟».
ليبيا المستقلة
وقال الفيتوري في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بـ «فيسبوك»: معنى أن تكون ليبيا دولة مستقلة هو ألا يتواجد على أراضيها أي وجود أجنبي عسكري في زي مدني دون رغبتها ورغبة أهلها، وحتى وأن وافقت على ذلك الوجود يجب ألا يؤثر ذلك الوجود أو مَن وراءه في سياساتها الداخلية والخارجية.
وتابع: وألا تنتظر موافقة أي دولة أو طرف خارجي في اتخاذ أي قرار يخصها داخليا وخارجيا، وألا تخضع إلى الابتزاز من أي طرف آخر في ممارسة سياستها، وأن تكون أراضيها وأجواؤها ومياهها تحت سيطرتها لا يدخلها ولا يعبرها أحد إلا بموافقتها، وأن تكون قادرة على تنفيذ قوانينها وفي أي وقت على أراضيها ومياهها وأجوائها.
الأطراف الخارجية
ويضيف الفيتوري: وتكون حكومتها ومؤسستها التشريعية وإداراتها السيادية بمعزل عن رغبات سواها، وتكون قادرة على التحكم في تحركات واتصالات الأجانب على أراضيها بمن فيهم السفراء والزوار وسواهم، وألا تكون فيها أحزاب أو تنظيمات أو قيادات موالية لأي طرف خارجي تحت أي مبرر: سياسي – ديني - عرقي.
وتابع قائلًا: كم من تلك النقاط تنطبق على ليبيا في الذكرى 69 لاستقلالها؟ نقصان أحدها يعني نقص في الاستقلال، أنا لست ضد إحياء المناسبة كنقطة تحول في تاريخنا، ولكن يجب أن يتم ذلك مع الاعتراف بأن استقلالنا منذ 69 سنة كان ناقصًا ومزيفًا وأننا بعد 69 عامًا عدنا بلدًا محتلًا وفاقدًا لأي من شروط الاستقلال تمامًا، كما كنا بين 1951 و1969. والأمم المتحدة لها تعريف للاستقلال والاحتلال وحين تقول إن ليبيا محتلة إنما لأن تعريف الاستقلال لا ينطبق عليها، وعليه فالموضوع أكبر من شخص بعينه أو نظام سياسي معيّن.
الاستقلال والسيادة
ودعا الكاتب الصحفي عبدالرزاق الداهش إلى عدم الخلط بين الاستقلال، والسيادة، مطالبًا بأن يكون استقلال ليبيا، ووحدتها، وحرمة دماء أبنائها، والحفاظ على مقدراتها، هو القاعدة الحاكمة، الجامعة.
وأضاف الداهش إن الذين يريدون ليبيا من أجل شخص ما، فالأشخاص يموتون، والذين يريدون شخصًا ما من أجل ليبيا، فليبيا باقية.
وتابع: لو انتظرنا الضغينة تسعين عامًا في صالة الولادة، فلن تنجب لنا إلا ذرية من البغضاء، وقبائل من الأحقاد متسائلًا: ماذا قدّم خطاب التشفي لنا؟ أي قيمة مضافة لهذا السيل من مفردات الكراهية، والشيطنة؟.
وأردف الداهش: التاريخ له صيرورته، فهو ليس دائرة مغلقة، أما مَن ينظر إلى الماضي، فلن يتوقف دوران الأرض إكرامًا له، مضيفًا: علينا ألا نخلط بين الاستقلال، والسيادة، والأهم هو ألا نفرق بين ما هو ثابت، وما هو متحول.
وتابع الداهش: ليكون استقلال ليبيا، ووحدتها، وحرمة دماء أبنائها، والحفاظ على مقدراتها، هو القاعدة الحاكمة، الجامعة، ولنختلف أو نتفق على كل شيء، حينها صدقوني سندير اختلافنا، بدون دماء مهدورة، وإمكانيات ضائعة، ونزيف الوقت.
الذكرى 69
وصادف الخميس الذكرى 69 لاستقلال ليبيا، حيث أقيم في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس احتفال بذكرى الاستقلال شارك فيه عدد من المسؤولين.
وكان القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر قال خلال كلمة له، الخميس، في ذكرى الاستقلال: إنه على تركيا الرحيل والجلاء من ليبيا سلمًا أو حربًا، متهمًا إياها باحتلال جزء من البلاد.
وقال حفتر: إن عهد أوهامكم الاستعمارية انتهى وعليكم اختيار الرحيل أو الحرب، متهمًا تركيا ومرتزقتها بالتحشيد للحرب، ومهددًا بأنه إذا لم يكن الخروج بالسلم فسيكون بالقوة.
وأضاف القائد العام للجيش إنه لا قيمة للاستقلال ولا معنى للحرية ولا أمن ولا سلام، وأقدام الجيش التركي تدنس أرضنا الطاهرة، لا سلام في ظل المستعمر، ومع وجوده على أرضنا سنحمل السلاح لنصنع السلام بأيدينا وبإرادتنا الحرة.
تبادل اتهامات
وتتبادل حكومة الوفاق والجيش الليبي الاتهامات بتحريك عناصرهما قرب خط سرت الجفرة؛ الأمر الذي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه برعاية أممية في أكتوبر الماضي.
وتواترت أنباء عن أن أرتالًا كبيرة من الميليشيات مدعومة بالأسلحة والمعدات الثقيلة تقوم بالإعداد لحرب كبيرة، في وقت عزز الجيش التركي وجوده على الأراضي الليبية من خلال السيطرة على القواعد العسكرية في الوطية ومعيتيقة ومصراتة، في الشرق الليبي.
تلك التحركات الميدانية ليست بعيدة عن مصادقة البرلمان التركي على تمديد المهمات العسكرية للقوات الموجودة في البلد الغني بالنفط، 18 شهرًا إضافيًا، بداية من يناير المقبل.
التدخل التركي
ويخالف التدخل التركي العسكري المباشر والمعلن في ليبيا، كافة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومقررات مؤتمر برلين، وجميعها تعلن أنقرة علانية الالتزام بها، وتخرقها علانية أيضًا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا في منتصف ديسمبر، كل المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى مغادرة الأراضي الليبية، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه، وقال أعضاؤه الـ15 في بيانهم: إنّهم يدعون إلى انسحاب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا بما ينسجم واتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الأطراف الليبية في 23 أكتوبر، والتزامات المشاركين في مؤتمر برلين في يناير، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وفي بيانهم شدّد الأعضاء على أهمية أن تكون هناك آلية لمراقبة وقف إطلاق النار جديرة بالثقة وفعّالة تقودها ليبيا.
ومن المقرّر أن يرفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية ديسمبر الجاري إلى مجلس الأمن مقترحات بشأن إنشاء هذه الآلية التي ستعمل تحت رعاية الأمم المتحدة.
انتقاد روسي
على صعيد متصل، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن واشنطن نفذت عدوانًا مسلحًا سافرًا ضد ليبيا، ثم انسحبت لفترة طويلة من تسوية الأزمة التي حدثت بسبب أخطائها.
وردت زاخاروفا في إفادة للصحفيين على الانتقادات الأمريكية الموجهة لروسيا بشأن الملف الليبي بالقول: منذ بداية المواجهة المسلحة بين شرق ليبيا وغربها، شاركت روسيا بشكل فاعل في الجهود الدولية لحلها، وتقوم بذلك في مختلف المحافل الدولية، ونتواصل مع جميع الأطراف الليبية، ونحثهم على إنهاء الصراع بين الأشقاء ونرفض التلميحات التي تقول إن بلادنا دعمت هجوم الجيش الوطني الليبي في طرابلس في عام 2019.
وأضافت: إن واشنطن هي التي «نفذت عدوانًا مسلحًا سافرًا» ضد هذه الدولة العربية، مردفة أنه بعد هذه الأحداث: انسحبت الولايات المتحدة فعليًا لفترة طويلة من تسوية الأزمة التي نشأت بسبب خطئها.
إسقاط العضوية
انتقد عضو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور ضو المنصوري قرار رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إسقاط عضوية 35 نائبًا معتبرًا أنه صورة من صور العبث السياسي.
وقال المنصوري في منشور له بموقع «فيسبوك»: قرار عقيلة صالح بإسقاط عضوية 35 عضوًا من مجلس النواب في جلسة للمجلس استمرت أكثر من سنة وبحضور 16 عضوًا، صورة من صور العبث السياسي بالديمقراطية وتهديد للحوار السياسي الذي تجريه الأمم المتحدة.
وكان مجلس النواب قرر الأربعاء إسقاط عضوية 35 نائبًا، وإحالتهم إلى النائب العام بتهمة الانشقاق عن مجلس النواب الشرعي، وتشكيل آخر موازٍ له في طرابلس، بالمخالفة للإعلان الدستوري، حسب نص القرار.