أصبح كريس قاردينر معروفا ومشهورا في الولايات المتحدة وأوروبا لأنه عاش حياة فقيرة صعبة تحول بعدها إلى رجل أعمال ناجح وثري ومميز بالرغم من فقره الشديد إلى درجة أنه كان لا يذوق هو وابنه الطعام لأيام. لقد عاش مشردا من غير منزل يأويه. قضى قسطا من حياته مع ابنه كريستوفر الذي تملأ وجهه البراءة والفقر والجوع والخوف من كل شيء. التحول كان مذهلا من إنسان فقير إلى مالك لواحدة من كبرى شركات الوساطة المالية في الأسواق المالية في نيويورك ولندن وغيرهما.
لم أتوقع أن كريس سيصبح من أنجح وأغنى الناس في العالم، حيث وفقه الله بفرصة عمل لم تتح لغيره من المشردين الفقراء. أصبح بعدها معتمدا على مهاراته ليدخل استثمارا أحبه وأخلص العمل فيه ليدر عليه المال الذي جعله من الأثرياء المميزين في العالم. لم يكن كريس أنانيا، بل بذل الكثير من ماله في أعمال خيرية، حيث ساعد الكثير من الطلاب والطالبات الأمريكيين من أصول عرقية أفريقية للتعلم والعمل. الحقيقة أن الفيلم الذي مثله سميث ويلس وابنه يحكي قصة حياة كريس وابنه كريستوفر بدقة وشمولية ليؤكد لنا كريس أن الإنسان يستطيع أن يكون ما يحلم ويأمل عندما تتوافر لديه الدوافع القوية مدفوعة بالأمل مهما كان فقره والظروف الصعبة المحيطة به.
تحدث كريس قاردينر عن حياته السابقة والحاضرة بفخر من غير شعور بالانكسار والضعف لأن الأمل والطموح يحفزان الإنسان ليحقق ذاته ويغير حياته إلى الأفضل من الفقر إلى الغنى ومن الحزن والأسى إلى السعادة والفخر. كان شعور كريس حقيقيا نحو الذين ساعدهم بالرغم من أنه لا يعرفهم ولا تربطه بهم علاقة أسرية أو صداقة.
ولعلنا من هذه القصة نستفيد الكثير فيما يتعلق بالأمل والطموح وتحقيق الذات والتبرع للأعمال الخيرية والافتخار بماضينا مهما كان صعبا وعدم اليأس والقنوط، فقد كان كريس يقول في اللقاء التلفزيوني إنه بالرغم من فقره لم ييأس على الإطلاق لأن قوته الروحية الداخلية كانت أقوى من التحديات.
@dr_abdulwahhab