وأشار إلى أن حرب الخليج في 1991 افتتحت عصر السياسة الخارجية، الذي لا نزال نعيش فيه.
وأضاف: إن الانتصار العسكري السريع والسهل للولايات المتحدة على العراق تحت حكم صدام حسين في حرب الخليج عام 1991 خلق إحساسًا مبالغًا فيه بالقدرة الأمريكية وانجذابًا لحروب تغيير النظام لدى صناع السياسة في كلا الحزبين. ورغم اختلافهم في التفاصيل، اتفق كل الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين، من بيل كلينتون إلى جو بايدن، ومن بينهم ترامب، على هدف الحفاظ على الهيمنة الأمريكية في شرق آسيا، مع مد القوة العسكرية الأمريكية بقدر الإمكان في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
وتابع: خلق تفكك الاتحاد السوفيتي فراغات في السلطة في أوروبا الشرقية، سعت الولايات المتحدة إلى شغلها عن طريق توسيع حلف شمال الأطلنطي «ناتو» إلى حدود ما تبقى من روسيا.
ومضى يقول: منحت هجمات تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 2001 إدارة بوش ذريعة لشن حرب تغيير النظام في أفغانستان والعراق، ومنذ ذلك الحين، تفككت 3 من الدول متعددة الأعراق، التي شكلها البريطانيون والفرنسيون، وهي العراق وسوريا ولبنان إلى فصائل عرقية وطائفية.
وتابع: مثلما سعت واشنطن لملء فراغ السلطة الذي تركه انسحاب الجيش الأحمر في أوروبا الشرقية، سعت أيضا لملء فراغات السلطة في الشرق الأوسط بالعراق وسوريا وليبيا.
وأشار إلى أنها في الحالتين، كانت الولايات المتحدة من كلينتون إلى بايدن قوة عدوانية وتنقيحية تسعى لتوسيع إمبراطوريتها غير الرسمية بخسائر مرتفعة، وعدد لا يُحصى من أرواح السكان المحليين، وتريليونات الدولارات، غير أنها في شرق آسيا في موقف دفاعي، حيث يهددها صعود الصين.
وأضاف: تحت حكم باراك أوباما، اتخذ احتواء الصين المعروف باسم «الاستدارة نحو آسيا» شكلًا يُمكن أن يسمى ثلاثية الأطراف. ووفقًا لهذه الإستراتيجية، حاولت واشنطن خلق تكتلات تجارية عابرة للمحيط الهادئ وعابرة للمحيط الأطلنطي بقواعد مواتية للولايات المتحدة، لموازنة الصين عسكريا.
وأردف يقول: كانت الشراكة العابرة للمحيط الهادئ تهدف لأن تصبح تكتلا تجاريا مناهضا للصين وخاضعا للهيمنة الأمريكية، بينما سعت الشراكة التجارية والاستثمارية العابرة للأطلنطي لخلق ناتو للتجارة تستبعد منه الصين.
ولفت إلى أنه مع انهيار إستراتيجية أوباما حتى قبل 2016، سعى ترامب، مثل أوباما، لاحتواء الصين، لكن بإجراءات أحادية وليست ثلاثية، وأكدت إدارة ترامب استعادة سلاسل الإمداد الإستراتيجية مثل الصلب في الولايات المتحدة، مع عدم رغبتها في نقل الإمدادات الحيوية للخارج حتى إلى الحلفاء في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.
ومضى يقول: هذا الانفصال عن التقليد السابق سيكون من الصعب التخلي عنه حتى في ظل رئيس له شعبية.
وأضاف: ربما تصبح إدارة بايدن، التي تضم موظفين قدامى من إدارة أوباما، ولاية ثالثة للأخير، وربما يسعى بايدن لانفراج مع الصين في بعض القضايا. لكن نخب السياسة الخارجية الديمقراطيين، وكذلك أيضًا الجمهوريين، ينظرون للصين بقسوة أكثر مما فعلوا منذ 4 سنوات، وبالتالي، فالسيناريو الأكثر ترجيحًا هو محاولة استعادة إستراتيجية أوباما الثلاثية لبناء أكبر ائتلاف ممكن من الحلفاء ضد الصين.
وتابع: لكن بايدن سيفشل إذا سعى إلى تكرار إستراتيجية أوباما الكبرى بالاحتواء الثلاثي للصين، لأن ألمانيا وفرنسا، القوتين المهيمنتين في أوروبا، تريان الصين كسوق ضخم، وليس تهديدًا.
وأشار إلى أنه فيما يخص أوروبا الشرقية، فإن نخب السياسة الخارجية الديمقراطية أكثر رهابا من روسيا من نظرائهم الجمهوريين، ويمتد عداء تلك النخب إلى ما وراء روسيا ليشمل الحكومات الديمقراطية المحافظة اجتماعياً في بولندا والمجر.
وأردف: أما في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن تضحي إدارة بايدن بأيديولوجية اليسار الليبرالي بهدف مضاعفة القوة الأمريكية وتعزيز التواجد العسكري الأمريكي.
وأوضح أن أي إشارة إلى تقليص التواجد سوف تشجبها مؤسسة السياسة الخارجية للحزبين، التي تصطف خلف بايدن، لذلك لا يمكن توقع نهاية لأي من الحروب الأبدية تحت حكم بايدن.