أن تكون مقربا ﻷحدهم لا يعني بالضرورة أن يكون نسخة منك أو حتى متشابها معك في النقاط الرئيسية.. فلكل شخص أسلوب حياته واهتماماته ومحيطه الخاص.
جميعنا أبناء آدم نرتكب اﻷخطاء.. فلا تجعل من نفسك مثلا أعلى وتجبرني أن أقتدي بك! فبرغم أن جميعنا مرتكبون للأخطاء إلا أنه ليس بالضرورة أن نرتكب نفس اﻷخطاء أو أخطاء على نفس المستوى، ﻷن بطبيعة الحال نحن لسنا نسخا متطابقة.. فعندما أرتكب خطأ أنت لم ترتكبه لا يعني أنك اﻷفضل! ولا يعني أنني لا بد أن أقتدي بك! فأنا لست أنت، إذن ما أرتكبه ليس كالذي ترتكبه! لكن لا فرق بيني وبينك فجميعنا نرتكب الخطأ.. والفرق يكمن في تعاملنا مع الخطأ وكيف نتداركه.. وهذا لست أنت من تقيمه.
وإن عرجنا على المقارنة.. من منا أفضل، من منا أخطاؤه مغفورة، ومن منا مرتكب الأخطاء الأكبر! من الذي يستطيع الطيران من منطقة الخطر إلى منطقة اﻷمان؟ وغيرها من أسئلة المقارنة التي تجعل الشخص يظن بأنه اﻷفضل! جميعها أسئلة بلا إجابات.. وإن حصلنا على الإجابات فليس ﻷحد حق التدخل ما لم يمسه الخطأ..
فطالما أننا لسنا نسخا متطابقة بالطبع لن تكون أفكارنا متطابقة! ولا توجهاتنا ولا اهتماماتنا.. وهذا لا يجعل مني غبيا أو بلا ذوق أو غير فاهم ﻷنني مختلف عنك، وواجب عليك أن تحترم اختلافي عنك، ولا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا يأتيك ما لا يرضيك، وأيضا لا تبحث عما هو مخفي في حياة غيرك لتثبت ضعفه أو تعلن خطأه! ﻷنه طالما أخفاه فبكل بساطة ووضوح هو لا يريد إظهاره.. وبحثك واكتشافك لا يجعل منك شخصا مثاليا! وإعلانك بعد اكتشافك ينزل من مقامك أكثر وأكثر.. فلن ترتفع بسقوط غيرك، ومنذ بادئ اﻷمر لا تتدخل ولا تبحث عما هو مخفي.
وليس بالضرورة أن تنطبق قواعدك علي أو أن أطبقها، فلي حياة غير حياتك، ولي قواعد غير قواعدك، وإن كنت تكبرني سنا هذا لا يعني أن تكون قواعدك أصح من قواعدي! فالمعرفة والثقافة ودروس الحياة قد تجعلني أفهم وأنضج منك وإن كنت تكبرني سنا!
ونشأتنا أنا وأنت في مجتمع واحد لا تلزمني أن أتقيد بما تتقيد به أنت، ولا تجعلني نسخة منك، فلكل شيء تأثير في تفكير الشخص وفي شخصيته وفي اهتماماته وحتى في أخلاقه.. ونشأتي معك في مجتمع واحد ليست بالشيء الوحيد الذي يؤثر في تكويننا، فالأصدقاء لهم تأثير والدراسة لها تأثير والقراءة لها تأثير ودروس الحياة لها تأثير.. وكل ذلك نحن نختلف فيه.
jenan_sale72