الغريب في أمر الرجل «الرفل» أنه إذا تزوج فرد عضلاته على زوجته ونسي ماضيه الأسود وملابسه المتكومة ذات الرائحة النفاثة وبالغ في نرجسيته المزعومة وانتقد زوجته حين يرى ذرة الغبار وهي تقتحم بيته وكأنه استجمع نصائح والدته التي أتعبتها تصرفاته وإهماله وانتقم من تلك الأيام التي جعلت منه رفلا ونقل ثقلها وصبها صبا على زوجته التي ابتليت ولم تعد تعرف تشخيص حالته المتناقضة ! فلا هو أدرك رفالته ولا هي صدقت سناعته !! فكلامه المنمق عن الاهتمام والمسؤولية لا يتطابق مع إهماله لبيته ومسؤولياته التي لا يحملها غيره فكلما شكت أو طلبت عاجلها بنقد ومع كل تظلم تتلقف الشتائم والاتهامات حتى ملت وكلت وصمتت صمت المقهور فـ «الرفل» المتمسح مسموح «السناعة» يرفع شعار «ما أريكم إلا ما أرى».
والرفل والرفلة ربما تنحصر رفالتهما في جانب واحد من جوانب الحياة وغالبا ما تكون المسؤوليات الأسرية بينما يبدعان أيما إبداع خارج المنزل فيكون الرجل حديث مجتمعه (سنعا) بما تحمل كلمة السناعة من معنى بينما تخور قواه في منزله ويتمنى لو عاش عصر منصة الوالي وهو يجلس على كرسيه الوثير وحوله الخدم والحجاب! ويتمنى لو وجد من يرفع له لقمته إلى فيه !! ثم يأخذ يديه الكريمتين ويقوم بغسلهما حتى تناله هذه البركة !!
ولا تنطبق صفة الرفالة على الرفل الذي أدرك أنه يحمل هذه الصفة وأوجد له نوابا يقومون على شؤون أسرته فلا يحتاجون لأحد ولا يستشعرون نقصه بل يرون فيه قمة السناعة !
وفي عصر انتشرت فيه «الرفالة» وانشغلت المرأة بأمور تبعدها عن مسؤولياتها الحقيقية وانشغل الرجل بأمور لا تمت لدوره الطبيعي في أسرته، فمن العدل والإنصاف أن نطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة في الألقاب التي تنتقص من الشخصية طالما وصلنا حد التكافؤ في المسؤوليات والأدوار.. أعاذنا الله وإياكم من أهل الرفالة ورسالتي لأولئك: رفالتكم مرض خبيث يجثم على صدور أسركم وإسقاط لهيبتكم فانهضوا من جديد ولتكن أسركم أول المستفيدين.. أعيدوا لهم الحياة من جديد.
@Ganniaghafri