يظن البعض أن مواجهة الإخوان سياسيا في عدد من الدول العربية قضت على وجود الإخوان في هذه الدول بعد تجميد أنشطتهم السياسية العلنية، لكن نحن نعلم أيضا أن التنظيم جاء من السر، وله أنشطة خبيثة في السر مثل التخطيط لجماعات إرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية ومساعدتهم على تنفيذ عمليات إرهابية ضد مَنْ يقف أمام مشروعهم الظلامي الإرهابي الخبيث، وهذا الأمر نجحت دول الرباعي العربي في مواجهته بفضل أجهزتها الأمنية، التي تدرك هذا الأمر جيدا، وعلى جاهزية عالية، واستعداد قتالي على أعلى مستوى، ولديها قدرة أمنية كبيرة في إجهاض أي عملية إرهابية قبل تنفيذها، وأحيانا كثيرة أثناء مرحلة التخطيط للعملية الإرهابية، وتقوم الأجهزة الأمنية برصد الاتصالات بين أعضاء الإخوان، والتنظيمات السرية، وترصد تحركاتهم، وتقبض عليهم، لكننا اليوم أمام معضلة أخرى، وهي أموال الإخوان، ومَنْ يدير هذه الأموال سرا تحت أوعية استثمارية، ونشاطات مالية، وهذا هو التحدي الكبير اليوم للدول، خاصة التي يتواجد فيها تنظيم الإخوان، وهذا الأمر يدار بطريقة معقدة، حيث تخضع أموال الإخوان إلى نشاطات علنية يديرها أشخاص ربما ليس لهم نشاط سياسي واضح، ولم يكن لهم تاريخ في معارضة الأنظمة، وكل أدوارهم تتلخص في إدارة أموال الإخوان، وجعلها موجودة تدر أرباحا بعيدا عن المشهد السياسي، وهذا هو سر استمرار هذه الجماعة حتى اليوم، التي تضخمت ثرواتها سواء في الدول العربية أو في بعض الدول الغربية، واتخذ الإخوان دولا مثل كندا لاستثمار أموالهم فيها دون حسيب أو رقيب، وأصبحت مقرا للإخوان، والتنظيم الدولي، وتتم بعض الاجتماعات في كندا، وأيضا هناك دول تعلم أن هذه الأموال ملك للإخوان، وتصمت على نشاطاتهم التجارية نظير حصولها على ضرائب ضخمة من هذه الأموال، وبعد ذلك تخرج علينا هذه الدول لكي تتحدث عن محاربة الإرهاب، ومواجهة دعم التنظيم الدولي للإخوان، وهي تستفيد من أموال الإخوان الإرهابية.
مصر نجحت في كشف غموض هذا اللغز والقبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان، الذي كشف النقاب عن كثير من استثمارات الإخوان في مصر، وأيضا في دول الخليج، وبدأت مصر في القبض على أسماء رجال أعمال قام محمود عزت بالاعتراف عليهم مثل صفوان ثابت رجل أعمال مصري، وسيد رجب السويركي مالك محلات التوحيد والنور، وخالد الأزهري وزير القوى العاملة الأسبق في حكومة هشام قنديل الإخوانية في عهد محمد مرسي.
أموال الإخوان مازالت تعمل، ولا بد من مواجهة هذه الأموال؛ لأن الكشف عن أشخاص يديرون هذه الأموال سوف يقضي على التنظيم الإخواني إلى الأبد، ولا بد أن تطالب الدول العربية المتضررة من الإخوان الدول، التي تحتضن استثمارات الإخوان بتجميد هذه الاستثمارات، وتسليم أصحابها إلى الدول، التي ينحدرون منها؛ لأن مواجهة الإخوان لا بد أن تكون مواجهة دولية إذا أرادت الدول القضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله.
alharby0111@