إغلاق الطريق
يأتي هذا فيما رفضت قوات الوفاق فتح الطريق البري بين الغرب والشرق، وفقًا لقرارات اللجنة العسكرية، وأعلنت ما تسمى «ميليشيا الصمود» في بيان مساء السبت، رفضها الانسحاب من الطريق الرابط بين مدينتي «مصراتة وسرت»، قبل انسحاب وخروج الجيش الوطني الليبي من منطقة «سرت ـ الجفرة».
واتفقت اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في ختام اجتماعاتها في نوفمبر الماضي في «سرت» على فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب لتسهيل حركة المواطنين، وكذلك إخراج المرتزقة من خطوط التماس، غير أن تطبيق هذه البنود يواجه تعنت قوات الوفاق.
ويرى المحلل العسكري الليبي عبدالمجيد الكاسح أن الميليشيات الموالية لتركيا في الغرب الليبي، ترفض أي حل سلمي للأزمة الليبية، تنفيذًا لمخطط أنقرة الفوضوي.
وأكد أن الظروف الراهنة تؤسس لعودة الحرب أكثر من إحلال السلام، مشيرًا إلى أن سبب ذلك يعود إلى أن المشكلة في ليبيا أمنية بالأساس، بالإضافة إلى رفض جانب جماعة الإخوان الإرهابية وقادة الميليشيات أي حلول سلمية لا تعطيهم التحكم التام في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية.
وأضاف: طائرات الشحن التركية نقلت أنظمة دفاع جوي متطورة، وأنظمة تشويش، ورادارًا ما يؤكد اقتراب التصعيد العسكري.
وقال المحلل السياسي الليبي محمود العمامي إن المجتمع الدولي بات يغض الطرف بشكل فج عن الممارسات التركية، ولم يوجّه لها حتى تحذيرًا جادًا بأن توقف عملياتها في ليبيا.
وأضاف إن المجتمع الدولي يستطيع إنهاء المشكلة الليبية في عدة أيام، لو اتخذت الأمم المتحدة ومجلس الأمن قرارات بوقف التدخل التركي، وسحب المرتزقة.
وتابع: لن يكون أمام ميليشيات حكومة الوفاق إلا الإقرار بالحلول السلمية؛ لأن هذه القوات لا تستطيع مقاومة الجيش الليبي حتى لثلاثة أيام.
فيما قال نائب رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية رئيس قبيلة الزوي، السنوسي الحليق الزوي، إن زيارة وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة لموسكو كانت لإيجاد حل للأزمة الليبية.
وبيّن الحليق في تصريح لوكالة سبوتنيك، أن سيالة طلب خلال الزيارة كافة الأطراف الدولية إلى الدعوة للتسوية السلمية والمساعدة في خروج المقاتلين الأجانب من ليبيا.
وتابع: طلب سيالة من روسيا دعم الاتفاقيات المبرمة ضمن إطار المفاوضات بلجنة 5+5 بين الفرقاء الليبيين تحت رعاية الأمم المتحدة، وكل هذا مقدّر، وتحليل واقعي لواقع الوضع في ليبيا.
وأضاف الزوي: نتابع التحركات الدولية المستمرة خلال الفترة الأخيرة بشأن الملف الليبي، وتفعيل العلاقات الدبلوماسية مع الوفاق وتكثيف المساعي الإقليمية والتحركات الدولية في الأيام الأخيرة، والتي تسير كلها في اتجاه الدعوة إلى وقف العمليات القتالية مقابل دعم الحل السياسي بشأن الملف الليبي.
واعتبر أن هذه التحركات على مسار الحوار السياسي الليبي ستكون لها تأثيرات إيجابية تشهدها عواصم عربية وغربية أدت إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، ودعم كل المسارات التفاوضية للوصول لتسوية سياسية شاملة في ليبيا لإنهاء التصعيد العسكري.
اللجنة الاستشارية
أعلنت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، تأسيس اللجنة الاستشارية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي، معربة عن امتنانها لأعضاء الملتقى لمشاركتهم الفعّالة والبنّاءة.
وقالت البعثة في بيان، مساء السبت، إنها تلقت ما مجموعه 28 ترشيحًا وتزكية من الملتقى، مشيدة بالحماس الذي أبداه أعضاء الملتقى في عملية الترشيح والتزكية. وقررت البعثة توسيع اللجنة الاستشارية إلى 18 عضوًا من أجل ضمان تنوّع جغرافي وسياسي واسع النطاق، إضافة إلى ضمان مشاركة المرأة والشباب والمكوّنات الثقافية.
وأوضحت أن ولاية اللجنة الاستشارية محددة زمنيًا بشكل صارم وستكون مهمتها الرئيسية مناقشة القضايا العالقة ذات الصلة باختيار السلطة التنفيذية الموحّدة، وتقديم توصيات ملموسة وعملية لتقرر بشأنها الجلسة العامة للملتقى.
وشددت البعثة الأممية على أن موعد الانتخابات الوطنية يبقى في 24 ديسمبر 2021 أمرًا ثابتًا بالنسبة إليها مؤكدة أنه مبدأ إرشادي وهدف لا يمكن التخلي عنه.