وفي إطار المواقف الرافضة لتصريحات المسؤولين الإيرانيين، قال رئيس حزب «الكتائب» اللبنانية النائب السابق سامي الجميل: «لا يزال يتوهم البعض أن بلدنا مستقل، بينما لبنان واللبنانيون رهينة بيد إيران عبر «حزب الله» ويستعملوننا دروعًا بشرية في معركتهم التي لا علاقة لها بلبنان. الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي شهود زور ويغطون وضع اليد على لبنان. باقون في المواجهة لنستعيد بلدنا وكرامة شعبنا ومستقبله».
من جهته، جدَّد النائب السابق فارس سعيد دعوته رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الاستقالة، وقال: «الحرس الثوري الإيراني يعلن قيادته لصواريخ لبنان في وجه إسرائيل، أين الدولة اللبنانية؟»، أضاف: «فخامة الرئيس بصدق حرصًا على كرامتك وكرامتنا اِستقل».
بدوره، طالب «لقاء سيدة الجبل»، بعد اجتماع طارئ، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش ومجلس الدفاع الأعلى بموقف واضح وصريح وعاجل ردًّا على إعلان قائد «الحرس الثوري الإيراني» أنَّ صواريخ لبنان هي الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل. كما حمَّل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله مسؤولية أي مغامرة عسكرية نيابة عن إيران يجعل من خلالها لبنان ساحة مواجهة أو صندوقة بريد لتبادل رسائل التصعيد التي تريدها جمهورية الملالي الخمينية.
دفع الثمن
وقال المستشار الإعلامي للرئيس المكلَّف سعد الحريري، حسين الوجه: «لبنان لم ولن يكون الخط الأمامي في المواجهة عن إيران واللبنانيون لن يدفعوا أثمانًا عن النظام الإيراني مع هذا يصرُّ بعض المسؤولين الإيرانيين على التعامل مع لبنان كمقاطعة إيرانية».
في سياق تأليف الحكومة اللبنانية، لا يزال تعثر تأليف الحكومة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا ولقائه الرئيس عون، في انتظار عودة الحريري من الخارج مطلع الأسبوع المقبل لتنشيط الاتصالات من جديد. فيما يصل وفد من مجلس الشيوخ الفرنسي إلى بيروت بعد غدٍ الأربعاء لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين وغير الرسميين وبينهم رجال الدين، وفي طليعتهم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بهدف حث الجميع على تبريد الوضع الداخلي، تمريرًا لعاصفة الرئاسة الأمريكية، وما قد يستبقها، أو يستتبعها من أحداث.
عون والحريري
وفي المواقف السياسية، رأى البطريرك الراعي، في عظته، خلال قداس في بكركي لمناسبة اليوم العالمي للسلام، أنَّ «الحكومة لن تتشكَّل إلا من خلال لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري واتفاقهما على تشكيل حكومة مميَّزة باستقلالية حقيقية وتوازن ديمقراطي وتعددي وبوزراء من ذوي الكفاءة العالية».
وقال: «لا يفيد تبادل الاتهامات بين المسؤولين والسياسيين حول مَن تقع عليه مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، ورئيس الجمهورية والرئيس المكلف قادران على اتخاذ هذا القرار المسؤول والشجاع إذا أبعدا عنهما الأثقال والضغوط وتعاليا عن الحصص والحقائب والمصالح وعطَّلا التدخلات الداخلية والخارجية ووضعا نصب أعينهما مصلحة لبنان فقط». ولفت إلى أنَّ «الإنقاذ لا يحصل من دون مخاطرة وكل المخاطر تهون أمام خطر الانهيار الكامل».