بعد أن انتهى الفصل الدراسي الأول نستطيع القول إن وزارة التعليم نجحت في إدارة الأزمة من خلال مسارين، الأول المحافظة على صحة الطلبة والطالبات وبقية السلك التعليمي من آثار هذه الجائحة بفضل الله أولاً، ثم التعاون مع بقية القطاعات وعلى رأسها وزارة الصحة، حيث كان التنسيق مباشراً وسريعاً ومثمراً ولم نسمع ولله الحمد عن تزايد في عدد الإصابات، بل على العكس وجدنا أن الوضع الصحي مستقر بخلاف ما تعانيه الدول الأخرى برغم أن التجمعات في المحيط الواحد تؤثر بشكل كبير، وهو ما حدث عند بدء الدراسة لدينا من خلال اجتماع السلك التعليمي والإداري في مقر المدرسة ولكن ولله الحمد كانت الإصابات محدودة وهناك سيطرة بشكل كبير على هذا الوباء بفضل الله وما تم اتخاذه من تدابير صارمة بهذا الخصوص، المسار الثاني يتعلق بموضوع الدراسة عن بعد حيث استطاعت وزارة التعليم إدارة هذا الملف بشكل جيد ـ يوجد بعض الأخطاء ـ ولكن بشكل عام نستطيع القول إنها نجحت وتعاملت مع أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة بشكل جيد حافظ على مستوى العملية التعليمية والانضباط مع إيصال المعلومة وفق الإمكانات المتاحة عن طريق منصة مدرستي أو قنوات عين.. وهو جهد يذكر ويشكر.
شركات الاتصالات لا أخلي مسؤوليتها عن أي خلل يقع بسبب تباطؤ النت أو التقطيع الحاصل في موضوع الدراسة عن بعد، لأن تجربتنا مع تلك الشركات غير جيدة وتتطلب تدخلاً من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.
الفصل الدراسي الثاني لم يتحدد حتى كتابة هذه السطور ـ عن بعد أو حضوري ـ وإن كنت أعتقد أن الوباء ما زال في أوجه وسرعة انتشاره والدليل على ذلك ما تعانيه الدول الأخرى من تزايد في عدد الإصابات.. لا أعتقد أن الوزارة ستغامر بالدراسة حضورياً وتعريض المجتمع لخطر هذا الوباء خاصة وأنها ـ الوزارة ـ لديها الخبرة الكافية في موضوع الدراسة عن بعد، وسبق أن صرح وزير التعليم أن السنوات القادمة ـ حتى وإن انحسر كورونا ـ سيتم الاستفادة من هذه التجربة، وهو خيار جيد في نظري بالنسبة للعلوم النظرية.. ولذلك أعتقد أن التعليم عن بعد للفصل الثاني هو الخيار المناسب.. والأهم أن لا نعتقد أن الوباء انتهى بسبب تناقص عدد الإصابات ونتخذ خيارات تعيدنا للوراء.
almarshad_1@