وكالعادة تسلق من تسلق على ظهر هذه الورشة. وكنت أتوقع تحرك الوزارة لصالح إنقاذ شجر العرعر. لكن صدق المثل العربي: [لو كانت شمس كانت أمس]. في تصرف مستنكر أثناء وقت انعقاد الورشة، أثار تساؤلاتي وتساؤلات بقية أعضاء القروب من علماء ومهتمين، فأدركنا بهذا التصرف، أن الاستعراض سمة لبعض المسؤولين، فهم يستغلون ثمار البريق وتسجيله، وقطفه كإنجاز دون تحقيق أي شيء على أرض الواقع.
حتى برنامج الورشة التي خطفها البعض لمصالحهم الشخصية، أثار التساؤلات في حينه. (وقد أوكلت لأحدهم، التواصل مع الوزير، وكنت أعتقد أنه يعمل لصالح إنقاذ شجر العرعر. كنت أنوي مقابلة معاليه شخصيا، لكن من أوكلناه لتمثيل الرابطة قال سأخدمك لوجودي بالرياض، ووعد بالتنسيق مع الوزير ومقابلته. وتفاجأت بوضعه مشاركتي في الورشة كفقرة أخيرة. ولم يضع في البرنامج أي كلمة لرابطة إنقاذ شجر العرعر.
حضور وكيل الوزارة لشؤون البيئة، نيابة عن معالي الوزير، فاستمع سعادته لجميع فقرات برنامج الورشة، وعند وصول الدور لمشاركتي كمؤسس لرابطة إنقاذ شجر العرعر انسحب من الورشة، وغادرها فجأة.
في مرحلة لاحقة، سعيت إلى لقاء هذا الوكيل المسؤول عن البيئة، وتحقق لي ذلك، ونوهت إلى تصرفه الغريب بالانسحاب المفاجئ وعدم الاستماع لمشاركتي، خاصة أن شخصي يمثل أكثر من 80 عضوا من العلماء والمهتمين في رابطة إنقاذ شجر العرعر. فكان رده كما توقعت: العمل وارتباطاته.
عشر دقائق بخل بها سعادته للاستماع لمشاركتي كمؤسس لرابطة إنقاذ شجر العرعر، والذي حرك الجميع، نحو عقد هذه الورشة المهمة. كنت أتوقع أنه حضر ليناقش ويستفسر، لكنه لم يفعل. أليس موضوع موت شجر العرعر جزءا من عمله؟
كنت أتوقع بعد الورشة مباشرة أن يذهب هذا الوكيل لزيارة مناطق موت غابات شجر العرعر، ليقف بنفسه على عمق الكارثة. وفي لقائي معه بمكتبه، قلته له «أعرض عليك مرافقتي على حسابي لزيارة هذه المناطق، إذا كانت ميزانية الوزارة عاجزة عن الوفاء بتكاليف زيارتك». ومازال عرضي له قائما، وسيستمر إن كانت مناطق شجر العرعر من مسؤولياته، وتتبع لإدارته وللوزارة.
في زيارتي الحالية لمنطقة الباحة، شاهدت الوضع يسوء بدرجة تدين كل مسؤول. غياب الوزارة، ووكالتها البيئية، ومسؤوليها يثير التساؤلات. هل أصبحت هذه الوكالة تعج بالمستشارين من أجل التنظير وتأليف المزيد من الأنظمة والقوانين؟ هل أصبحت الوكالة مركزا للاستعراض فهم يحتفلون بإنقاذ شجرة في شعب إحدى المناطق، ويتجاهلون إنقاذ شجر العرعر الذي يموت سنويا وبالآلاف في أربع مناطق إدارية؟ أليس هذا تناقضا واستعراضا يعيشونه من سنين؟ ويستمر الحديث بعنوان آخر.