وقال الخرباوي: إنه اطلع على مجلة إخوانية قديمة تسمى «النذير»، ذكرت قيام «الخميني» عام 1938 بزيارة المقر العام للجماعة والتقى بالمرشد الأول للإخوان حسن البنا.
وأضاف: توطدت العلاقات بين إيران والإخوان في مصر، عقب وصول الخميني للسلطة، وجرت مقابلات كثيرة بين الطرفين، بعضها في إيران، وبعضها خارجها، وعقب اندلاع أحداث 25 يناير 2011 هنّأ ما يسمى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، الإخوان بنجاح ما سمّاها الثورة، وألقى خطبة باللغة العربية، مشجعًا فيها على إكمال المسيرة. وبعد وصول الرئيس الإخواني محمد مرسي لحكم مصر، خرجت العلاقات بين إيران والإخوان للعلن، وبشكل واضح، وتوالت الزيارات بين الجانبين، وكان أبرزها زيارة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد لمصر، وزيارته للأزهر، وإشارته بعلامة النصر من هناك.
وتابع الخرباوي: عقب ثورة 30 يونيو من العام 2013 تكشفت علاقات أخرى خفية بين إيران وجماعة الإخوان، وأزيح الستار عن محاولات جرت تحت الطاولة لتمكين الإخوان من السيطرة على مفاصل الدولة المصرية بمساعدة إيرانية.
حرس إخواني
وكشف المستشار عزت خميس، رئيس لجنة إدارة أموال الإخوان، أن إيران وبموافقة الإخوان حاولت التقارب مع مصر عن طريق ضخ نحو 10 مليارات دولار إلى البنك المركزي المصري كوديعة، وإمداد القاهرة بالمواد البترولية، كما عُثر على مستندات بمقر جماعة الإخوان تفيد بإنشاء جهاز أمني إخواني غير معلن هويته الحقيقية تابع لرئاسة الجمهورية وبمساعدة إيرانية.
وقال المسؤول السابق بالمخابرات المصرية وعضو مجلس النواب السابق تامر الشهاوي: إن عناصر من الحرس الثوري الإيراني زاروا مصر خلال فترة حكم مرسي لتدريب عناصر من الإخوان على إنشاء أجهزة أمنية موازية بديلة، على غرار الحرس الثوري، بعد فشل مرسي في السيطرة على الأجهزة الأمنية المصرية، وإخضاعها لصالح الجماعة.
وكان مسؤول في البرلمان الإيراني قد كشف أن الإخوان وقّعوا عدة اتفاقيات مع إيران، وأن وفدًا من طهران وصل إلى مصر عام 2012، والتقى بمرسي فور انتخابه رئيسًا لمصر، وقيادات الإخوان، وأن وفدًا من الإخوان زاروا إيران وأرادوا أن يلتقوا برئيس فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، ولو 5 دقائق فقط، وأن سليماني قدّم لهم نصائح عبر وسطاء للسيطرة على الوضع في مصر، وأن الإخوان التقوا بمسؤول البرلمان الإيراني وأبلغوه «إنهم فشلوا في تطبيق نصائح سليماني».
وكان المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، أمير حسين عبداللهيان قد كشف خلال منتدى تحت عنوان «دور سليماني في أمن واستقرار المنطقة والعالم» تفاصيل عن مباحثات أجراها مع وفد أرسله محمد مرسي إلى طهران.
وتحدث أمير حسين عبداللهيان عن زيارته إلى مصر عام 2012، بقوله: في ذروة التطورات بمصر عام 2012 وبعد انتخاب مرسي رئيسًا لمصر وهو من الإخوان، ذهبت إلى مصر، وتقرر أن تزور الحلقة المقربة من مرسي إيران، حيث أتوا ووقّعوا اتفاقيات معنا.
حديث السفاح
كانت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني قد كشفت مؤخرًا عن تفاصيل تحالف بين النظام الإيراني وجماعة الإخوان الإرهابية، وأشارت إلى أن القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي كان يُطلق عليه «السفاح» قاد سيناريو هذا التحالف في عام 2011 بهدف توغّل الملالي في مصر.
ونشرت الوكالة في تقرير ذكرت أنه بمناسبة مرور عام على مقتل سليماني بضربة أمريكية، تصريحات لم تنشر للقائد السابق لفيلق القدس.
وقال التقرير: إن سليماني أشار إلى أن أحداث عام 2011 فرصة لإيران لتتوغل في مصر، كما تحدث عن «مؤسسي جماعة الإخوان» الإرهابية، وقال «إنهم يحظون باحترام لدى النظام الإيراني».
وأضاف سليماني: أحد شوارعنا الرئيسية سمّي باسم حسن البنا، وهو المؤسّس الرئيسي لجماعة الإخوان، كما أن من أكثر الشخصيات احترامًا بين علماء الدين لدينا هو سيد قطب، حيث كانت أهم أعمال المرشد الأعلى خامنئي هو ترجمة شرح كتب سيد قطب، هؤلاء هم مؤسسو جماعة الإخوان.
كما أكد سليماني أن «حركة حماس التي تتهم بالتحالف مع إيران، هي الفرع الرئيسي لجماعة الإخوان».
أصدقاء الملالي
وتابع الهالك سليماني: الأصدقاء الرئيسيون لثورتنا مثل أردوغان في تركيا، وأحمد شاه مسعود ورباني في أفغانستان، إلخ.. هم شخصيات رئيسية في جماعة الإخوان.
ورأى أن هناك أوجه تشابه على مستويات أخرى، حيث كتب العديد من المفكرين والكتَّاب المصريين عن الثورة في إيران.
واعتبر قائد فيلق القدس الإيراني السابق أن كل هذه العوامل تمهّد الطريق للوجود الإيراني في مصر من خلال تمكين جماعة «الإخوان» من السلطة في مصر.
وكانت جماعة الإخوان في مصر من أول المرحبين بما تسمّى الثورة الإيرانية عام 1979 ومن أشد الداعمين لتشكيل نظام خميني.
يشار إلى أن القيادي الإخواني يوسف ندا، قال في مقابلة تليفزيونية: إن الإخوان شكّلوا وفدًا لزيارة الخميني عندما كان في المنفى في باريس لدعمه، وأن ثالث طائرة تهبط لإيران بعد طائرة الخميني بعد الثورة هي طائرة وفد الإخوان، الذي قدِم لإيران لتهنئة الخميني.
وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية قد كتبت في 8 يناير 2013 أن سليماني زار القاهرة سرًا، وأجرى خلالها محادثات مع مسؤولين كبار مقرّبين من الرئيس السابق محمد مرسي، وكذلك مع مستشاره عصام الحداد، ومسؤولين من جماعة الإخوان بغية تكوين جهازَيْن أمني واستخباري خاصَّيْن بالإخوان، يكونان منفصلَيْن عن أجهزة الدولة في مصر، لكن إيران نفت حينها وجود هذه الزيارة.
إخوان تركيا
على صعيد متصل، ذكر موقع «نورديك مونيتور» السويدي، أن السفارة الإيرانية في أنقرة نظمت فاعلية افتراضية في ذكرى مقتل الإرهابي قاسم سليماني، فضحت الصلات الوثيقة بين حزب السعادة التركي المحسوب على تنظيم الإخوان، وإيران وحرسها الثوري.
وشارك حسن بيتميز نائب رئيس حزب السعادة، الذي أسسه رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان في الفاعلية، التي نظمتها السفارة الإيرانية.
وفي أعقاب الانتقادات لخطوته، قال «بيتميز» لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية في نسختها التركية: إنه التقى مع سليماني مرتين، عامي 2011 و2014.
وطبقًا للصحيفة نفسها، وجّه حزب السعادة بيتميز للانضمام إلى الفعالية الإلكترونية، التي نظمتها السفارة الإيرانية.
ووفق وسائل إعلام تركية، عرقل عشرات المحتجين الفعالية الافتراضية بالسفارة الإيرانية، إذ انضم المتظاهرون إلى الفاعلية عبر «زووم»، التي كانت تستهدف إحياء ذكرى سليماني، لكن بدلًا من ذلك رددوا هتافات «سليماني قاتل». كما غيّروا أسماءهم وصورهم إلى لافتات مكتوب عليها «إيران القاتلة» و«سليماني القاتل».
وثائق مخابراتية
وأضاف موقع «نورديك مونيتور»: إن وثائق حصل عليها، كشفت أن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، كان معروفًا لعملاء فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني قبل مقتل الأخير في غارة أمريكية مطلع 2020، قرب مطار بغداد بالعراق.
علاقةٌ كشفت وجود رابط بين فيدان وأحد الكيانات الإيرانية خلال عام 1994، حين كان ضابط صف في الجيش التركي، واعتناقه أفكارًا معادية للولايات المتحدة.
وتؤكد تلك الروابط ما كشفته وثيقة استخباراتية سرية تركية بشأن ملاحقة حكومة أردوغان لفريق أمني وقضائي شارك في تحقيقات أجريت بشأن نشاط «فيلق القدس»، ذراع العمليات الخارجية التابعة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني.
وقال موقع «نورديك مونيتور»: إن الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 2 مارس عام 2017، وموقّعة من مصطفى أولوهان بيسال نائب مدير فرع الاستخبارات بالمديرية العامة للأمن التركي، توضح أن الحكومة أرادت تحديد هوية كل عضو من أعضاء الطاقم الأمني والقضائي، الذين شاركوا في التحقيقات بشأن نشاط فيلق القدس في تركيا بالفترة من أول يناير 2007 حتى 21 ديسمبر 2013.
وأشار الموقع السويدي إلى أن العديد من المحققين بدائرة الشرطة وأعضاء السلطة القضائية سجنوا بالفعل بسبب فتح تحقيق سري بشأن نشاط فيلق القدس، في ملف القضية الذي أُطلق عليه «جيش السلام والتوحيد والقدس»، المدرج منظمة إرهابية في تركيا.