ونقلت الوكالة عن صحيفة «تاغس شبيغل» الصادرة في برلين، أنه «ما الذي يمكن أن تتحمّله كل من برلين وباريس وواشنطن قبل رفع البطاقة الحمراء في وجه إيران بشأن برنامجها النووي، وتحذيرها من أي خطوة أخرى إلى الأمام؟».
خرق القيود
وأكدت «تاغس شبيغل» أن ملالي إيران بدأوا العام الماضي خرق القيود التي ينص عليها اتفاق عام 2015 خطوة خطوة، ردًّا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق، وأن خطوة طهران أدت إلى تقليل الفترة اللازمة لإنتاج المواد الكافية لصنع سلاح نووي، غير أنها واصلت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فيما نقلت الوكالة الألمانية عن موقع «شفيبيشه. دي.إي» الألماني، أن «الخطوة الإيرانية قد تقرّب طهران من إنتاج القنبلة النووية»، وذلك على خلفية إعلان إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % في منشأة فوردو النووية، وهو مستوى أقل من الحد المسموح به لليورانيوم المستخدم في صنع السلاح النووي، لكنه تجاوز الحد المسموح به في الاتفاق النووي، والذي يزيد قليلًا على 3%».
وتتباين التقديرات الخاصة بالفترة التي تحتاج إليها إيران لامتلاك المواد اللازمة لصنع السلاح النووي، فهناك مَن يرى أن طهران تحتاج إلى عام وهناك مَن يرى أنها تحتاج إلى فترة أطول بكثير.
في نوفمبر الماضي قدّر ديفيد أولبرايت مفتش الأسلحة السابق في فرق الأمم المتحدة والذي يميل إلى التشدد فيما يتعلق بإيران أن الفترة اللازمة قد تكون قصيرة ربما تصل إلى ثلاثة أشهر ونصف الشهر، ولفت إلى أن المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية تعتقدان أن إيران امتلكت في فترة من الفترات برنامجًا للسلاح النووي وأنها أوقفته، وثمة أدلة تشير إلى أن إيران حصلت على تصميم لقنبلة نووية ونفذت أعمالًا مختلفة تتصل بتصنيعها.
شروط جديدة
وهناك مَن يرى في الخطوة الإيرانية محاولة لإعادة تركيز الاهتمام على البرنامج النووي لخوفها من اشتراط الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، ضم التفاوض على ملفات أخرى إلى الاتفاق النووي، كبرنامج الصواريخ الباليستية، أو أنشطتها التدميرية والتخريبية عبر ميليشياتها المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
إلى ذلك، قالت إحدى الصحف: إن إيران بدأت في إعداد «أوراق المساومة»، بشأن ملف مقتل الهالك قاسم سليماني، قبل بدء ولاية الرئيس الأمريكي بايدن.
وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري، نشرته الخميس، أنه بعد مرور عام على مقتل سليماني، قائد ميليشيا القدس التابعة للحرس الثوري الإرهابي، في غارة لطائرة أمريكية مسيّرة على موكبه قرب مطار بغداد في 3 يناير 2020، فإن الملالي أدركوا أن الانتقام المتأخر سيؤدي إلى رد فعل فوري ومؤلم، وبالتالي، فإنه من الأفضل بالنسبة إليها، تعليق الموقف في الوقت الحالي.
ومضت تقول: التهديدات التي أطلقتها إيران، التي جاءت على مستوى قيادي رفيع وصل إلى المرشد خامنئي، لم يتم ترجمتها إلى أفعال.
وتابعت: ربما يعود ذلك إلى العجز على الصعيد العملي عن توجيه ضربة مؤثرة، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الإيرانية، وكذلك الخوف من رد الفعل الأمريكي المؤلم المتوقع، فإن طهران اكتفت بالإشارات اللفظية، التي لم يتم ترجمتها إلى أفعال، وبدت قانعة بضرورة استمرار الوضع القائم.