الإستراتيجيات التي كانت أساس انعقاد اجتماع الدورة الحادية والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في المملكة العربية السعودية تحديدًا بمحافظة العلا، تنبثق من ذلك النهج التاريخي الراسخ لأدوار المملكة في الحفاظ على الوحدة الخليجية في مفهوم يتجدد منذ عقود، ويتأصل في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله».
نستذكر جهود خادم الحرمين الشريفين «أيّده الله» في سبيل استقرار ونماء المنطقة، وكيف أن هذه الجهود تشكّل المنعطف الأهم في الكثير من القرارات والتحوّلات الخليجية التي أثمرت نتائجها وتجسّدت لصالح شعوب دول الخليج؛ مما أسهم في جعل هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي، والسلم الاجتماعي، كما تم تحقيق الكثير من الإنجازات في سبيل تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة، وكيف أن هذه الجهود المباركة تمضي قُدمًا لتلتقي آفاقها مع رؤية سمو ولي العهد «يحفظه الله» خاصة فيما يرتبط بالأبعاد الإقليمية، وطموحها لتحقيق جودة الحياة المنشودة، والوحدة التنموية المتكاملة التي تأتي في مقدمة أولويات هذه الرؤية الشاملة، بما يرسم ملامح المشهد الراهن، والذي رغم تجدد التحديات، إلا أنه، وبحكمة وجهود قيادة المملكة، يتم المُضي قُدمًا وتجاوز أي عقبات في سبيل أن تستديم مسيرة النهضة والأمن والاستقرار، في واقع يعكس التاريخ، ويحتوي الحاضر، ويقود عجلة المستقبل، بفضل ما تبذله المملكة العربية السعودية من مساعٍ تتجسّد دلالاتها في تلك الجهود والتضحيات والمبادرات المبذولة من لدن خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله» إجمالًا، وما يعني فيما يُبذل من تلك التضحيات اللا محدودة في سبيل وحدة ونهضة ونماء ورخاء البيت الخليجي على وجه الخصوص، وما ينطلق عن ذات المفهوم من رؤية ٢٠٣٠ الهادفة لأن تكون هذه المنطقة جاذبة، وأوروبا أخرى بما ينعكس على آفاق واقعها ونهضتها إجمالًا، واقتصادها خاصة، وهو ما يؤكد تلك الأدوار القيادية والريادية لحكومة المملكة في تحقيق واقع مزدهر، ومستقبل مشرق إقليميًا يحلّق بآفاقه عالميًا.