ومضت الكاتبة تقول: كان لبيرو 3 رؤساء في 10 أيام، أحدهم استمر 6 أيام، لا نعرف ما إذا كان الرئيس المؤقت الحالي، فرانسيسكو ساغاستي، سيبقى حتى أبريل، حيث من المقرر إجراء الانتخابات.
وتابعت: أصيبت بلادي بلعنة 8 انقلابات عسكرية في القرن العشرين، ولكن على مدى العقدين الماضيين، أصبحت البلاد ديمقراطية مستقرة نسبيًا مع انخفاض الفقر والنمو الاقتصادي المستدام، ومع ذلك، لا يزال الفساد عميق الجذور، خضع 4 رؤساء سابقون أو يخضعون للتحقيق بشأن مزاعم بأنهم حصلوا على رواتب من شركة «أوديبريكت» البرازيلية العملاقة للبناء، التي أفسدت فعليًا كل بلد في المنطقة.
وأشارت إلى أنه برغم أن الحملة المحمومة لمكافحة الفساد هدأت من الغضب العام، إلا أنها فاقمت شهيتنا لافتراس الساسة.
ومضت تقول: كل الجهود المبذولة لتطهير هذا المستنقع انتهت بالفوضى، ويكمن وراء هذه الفوضى لغز أساسي يتعلق بالكيفية التي يمكن بها محاربة الإفلات من العقاب عندما يكون النظام السياسي بأكمله فاسدًا، ناهيك عن السياسيين الذين يُفترض بهم إحداث التغيير؟ بالطبع الأمر صعب ويضع استقرار الأمة على المحك.
وأردفت: في ظل هذه الظروف، تُعد الدراما البيروفية حكاية تحذيرية لأمريكا اللاتينية، وهي منطقة يسودها الفساد، بما يدعونا إلى عدم الثقة في أي جهد يتم تقديمه للسكان باعتباره حملة بطولية لتطهير الحكومة من الفساد من خلال الوعد بمزيد من المساءلة وعقوبات أقوى ضد المسؤولين الفاسدين.
وتابعت: في بيرو، وصلت الحرب السياسية إلى نقطة الغليان في الأشهر الثلاثة الماضية، لم يكن هناك شيء خارج الطاولة في المعركة للقضاء على الخصوم السياسيين، بما في ذلك الأشكال الجديدة من الانقلابات، لم تكن هناك حاجة لاستدعاء الجيش عندما وفر الدستور ثغرات مناسبة، على سبيل المثال، يمكن للمعارضة في الكونجرس أن تنحي رئيسًا على وجه السرعة بسبب «العجز الأخلاقي الدائم»، وهو مفهوم غامض يمكن أن يشير إلى اللياقة العقلية أو الأخلاقية للرئيس.
دعوى فساد
وأشارت إلى أنه تم استخدام هذا المفهوم من قبل الأغلبية في الكونجرس لإبعاد أكثر من رئيس بدعوى الفساد، موضحة أن ذلك حدث مع بيدرو بابلو كوتشينسكي، الذي لم يمكث في منصبه سوى أقل من عامين، حيث تآمر عليه نائبه مارتن فيزكارا، الذي نجح في حشد التأييد له ولحل الكونجرس بدعاوى مكافحة الفساد.
لافتة إلى أن فيزكارا تعرض لنفس التجربة، حيث أقيل في نوفمبر الماضي بدعوى قبوله رشاوى من شركات البناء عندما كان حاكمًا في مقاطعة موكويغوا الجنوبية.
وأوضحت الكاتبة أن الدرس الذي يمكن استخلاصه من كارثة فيزكارا هو أن البيروفيين يحتاجون إلى قناعات ديمقراطية قوية لتجنب الوقوع في فخ الديماغوجيين الاستبداديين.
وأضافت: هناك جذور سلطوية عميقة متأصلة في المجتمع البيروفي، أصبح ألبرتو فوجيموري بطلًا قوميًا عندما أرسل الدبابات لإغلاق الكونجرس في أبريل 1992. وصل رئيس سابق آخر وهو آلان جارسيا، إلى أعلى التصنيفات عندما سحقت القوات المسلحة تحت قيادته أعمال الشغب في السجون في عام 1986 بقتل ما يقرب من 300 من السجناء الذين كانوا أعضاء في حرب العصابات، كما حظي الانقلاب العسكري اليساري الذي استولى على وسائل الإعلام في عام 1974 بتأييد واسع النطاق من قبل المثقفين.
وشددت على أن بيرو بحاجة إلى بناء لا يفسح المجال للتنازل عن القيم الديمقراطية باسم أي قضية مشروعة أو غير مشروعة.
وأردفت: يقول العديد من مواطني بيرو «إنهم غير مهتمين بأي من المرشحين على ورقة الاقتراع في انتخابات لا تحمل أي أمل معقول في تحسين السياسة»، من يستطيع أن يلومهم في ظل التدهور الحاد في نوعية المرشحين سواء للرئاسة أو للكونغرس؟.
وتابعت: أفسد السؤال حول حكمنا الديمقراطي أي سبب للاحتفال بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال بيرو، يبقى بناء أسس الجمهورية الديمقراطية وعدًا بعيد المنال.