وأضاف الفيتوري: يريد غوتيريش من الكتل الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ترشيح مدنيين وضباط عسكريين متقاعدين لمراقبة وقف إطلاق النار والتأكد من استمراره قبل أن ينهار تماما.
وأوضح أن ليبيا عانت من دورات مفرغة متكررة من الحروب الكبيرة والصغيرة منذ تدخل الناتو، الذي أطاح بحكومة معمر القذافي في أكتوبر 2011 ما دفع البلاد إلى قتال دائم، ومن غير الواضح ما هو نوع الاستجابة التي سيحصل عليها غوتيريش ومَنْ سيوفر الأفراد لمثل هذه المهمة إذا وافق مجلس الأمن الدولي.
وتابع الفيتوري: الاتحاد الأفريقي على سبيل المثال تم تهميشه في الأزمة الليبية منذ البداية.
ويواصل الفيتوري: في أبريل 2011 بعد شهر واحد فقط من الحرب الأهلية زار رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما طرابلس في مهمة للاتحاد الأفريقي بمبادرة لإنهاء الصراع، وقبلها القذافي لكن الدول الغربية رفضت دعمها، ومنذ ذلك الحين ظل القادة الأفارقة على الهامش بينما ألقوا باللوم على الغرب في الأزمة الليبية، ومن ناحية أخرى وافقت جامعة الدول العربية في عام 2011 على مطالب الغرب بشن غارات جوية ضد حكومة القذافي ولأنها غير قادرة على فعل الكثير في المساعدة على استقرار البلاد وقفت جامعة الدول العربية متفرجة بينما ليبيا -دولة عضو- يتم تدميرها وينتهي بها الأمر على حافة التقسيم، ويبدو أن غوتيريش يعض على الكتلة الإقليمية الأخيرة وهي الاتحاد الأوروبي، التي يُنظر إليها على أنها من أصحاب المصلحة الرئيسيين في ليبيا.. لكن هل يمكن أن يتحقق ذلك؟
وشدد الفيتوري على أن نشر الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي لقواته في ليبيا للحفاظ على وقف إطلاق النار هو فكرة بعيدة المنال تفتقر إلى التطبيق العملي والإجماع داخل الاتحاد الأوروبي على الرغم من التهديدات، التي تمثلها ليبيا غير المستقرة للتكتل.
من جهته، وصف عضو مجلس النواب خيرالله التركاوي، الأوضاع في ليبيا بشكل عام بأنها «متخبطة ومزرية وكارثية» على الشعب الليبي، وقال «إن الشعب الليبي يأمل في أن يكون عام 2021 هو عام حل الأزمة الليبية وانتهاء المعاناة». وعن أبرز التطورات على الساحة الليبية خلال عام 2020، قال: لم تكن هناك تطورات في ليبيا إلا شيئا واحدا وهو اجترار ملامح الخطة الأممية في المشهد الليبي المتخبط، كما أن ليبيا ما زالت تعاني ولكن تطورات المشهد نهاية السنة يمكن أن تأتي بتطورات مختلفة في 2021 التي وربما تنهي معاناة الشعب الليبي. وأضاف: أما على صعيد التطورات العسكرية فربما شهدت محادثات بشكل أكبر وأكثر وذلك مراعاة للسرية وطبيعة عملها، وهذا ما يجعلها أفضل، وربما تتمكن من إنهاء الخلافات بين الفرقاء لتصبح ليبيا بصوت واحد وبالتالي إمكانية حل مشكلة ليبيا.
وعن التدخلات الخارجية في ليبيا خلال عام 2020، رأى التركاوي أن التدخلات الخارجية ما زالت تقلق الشعب الليبي، الذي يتمنى أن تنتهي وتكون في صالح ليبيا.
كما أوضح أن ليبيا تعاني من التدخلات الخارجية ومنها تدخلات البعثة الأممية، التي لم تتعامل مع جوهر المشكلة الليبية، بل ساهمت في زيادة شرخ المجلس التشريعي الوحيد ألا وهو مجلس النواب، وذلك من خلال لجان حواراتها الليبية في تونس وغيرها، وهذا ما جعل الشعب الليبي ينتظر أمل بروز حل من بعض دول المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة بحلول 2021.