وأوضح أن الولايات المتحدة تنشر حاليًا ما بين 45 ألفًا إلى 65 ألف جندي في الشرق الأوسط، بتكلفة مليارات الدولارات شهريًا.
وأشار إلى أنه رغم ذلك، لا تزال استراتيجية واشنطن المكلَّفة تفشل في منع نوعية الهجمات الصاروخية ضد الأفراد الأمريكيين، مثل تلك التي حدثت في ديسمبر.
تراجع أمريكي
وقال المحلل الأمريكي: إنه مع تراجع الولايات المتحدة عن قرار إعادة نشر حاملة طائرات خارج الشرق الأوسط، وذلك بعد فترة وجيزة من نشر غواصة صاروخية إضافية، وطرّادات صواريخ لردع إيران، «نحتاج إلى أن نعترف أن السياسة الحالية ليست رادعة على الإطلاق».
وحمّل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الميليشيات المدعومة من إيران، مسؤولية الهجوم الصاروخي الأخير.
واعترف الجنرال كينيث ماكنزي، الذي يقود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أنه على الولايات المتحدة أن تتحمل «مستوى منخفضًا من الهجمات في المنطقة»، واستمرار هذه الهجمات يكشف مدى فعالية الاستراتيجية الأمريكية الحالية، ويحتاج قادة الولايات المتحدة إلى الاعتراف أن الاستراتيجية الحالية لا تردع تلك الهجمات، حسبما يقول الكاتب.
ويتابع: إن مفهوم «الردع محل التنافس» ظهر في أعقاب مقتل قاسم سليماني في أوائل 2020، لكن عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن صُناع القرار الأمريكيين راضون عن مواصلة استراتيجيتنا، حتى مع سقوط صواريخ على السفارة الأمريكية، على حد تعبير الكاتب.
ويتساءل الكاتب: إذا تعطل الردع، فكيف نصلحه؟ ويقول: إن الغواصة الصاروخية التي يتم نشرها في الخليج تُعرف بقدرتها على شن ضربات بصواريخ توماهوك، التي لا تفعل شيئًا لحماية القوات من الهجمات القادمة، ولكنها تفعل الكثير لزيادة إدراك إيران التهديد، وتمتلك الأسلحة البحرية والجوية الأمريكية بالفعل القدرة على تنفيذ ضربات داخل إيران وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.
هجوم وشيك
ويرى الكاتب أنه إذا قررت إيران أن هناك هجومًا أمريكيًا وشيكًا، «فإن وجودنا البحري يمنح إيران عددًا كبيرًا من الأهداف عالية القيمة»، مشيرًا إلى أنه يمكن للصواريخ الباليستية الإيرانية استهداف الناقلات الأمريكية والسفن الأخرى، وأوضح أن أحد التدريبات العسكرية الإيرانية الأخيرة استند إلى هذا السيناريو تحديدًا، وإيران ليست قوة عظمى، ورغم أن بعض صواريخها يصل مداه إلى ألفي كيلومتر؛ فإن معظم المتغيرات التشغيلية في ترسانتها الصاروخية قصيرة المدى.
وقال: إنه بمعنى آخر، من الممكن أن تتسبب إيران في إلحاق ضرر هائل وخسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية خلال أي حرب محتمَلة، بسبب مدى قرب القوات الأمريكية، ولمنع إيران من امتلاك هذه القدرة، يمكن للولايات المتحدة فقط إخراج القوات من الفناء الخلفي البحري لإيران.
كما أن ردع إيران بنشر قوات إضافية لم ينجح في الماضي أيضًا، ففي يناير الماضي عندما كانت التوترات في ذروتها بعد الضربة التي استهدفت سليماني، لم يغير نشر الآلاف من القوات الإضافية، الحسابات ذات الصلة بقرار إيران، فأصابت الصواريخ الإيرانية قاعدة أمريكية في العراق في الأيام التالية، بغض النظر عن ذلك.
ويخلص الكاتب في نهاية المقال إلى أن هذه ليست دعوة لضرب إيران لعدم تحقق الردع كما ينبغي؛ بل دعوة إلى إدارة بايدن القادمة للنظر فيما إذا كانت التكاليف تستحق الفوائد للغاية التي نحصل عليها من وراء ذلك.
وقال لامير: إنه يمكن تحقيق الأهداف المحدودة التي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها في حماية التجارة البحرية، وتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب دون الوجود الأمريكي الهائل في المنطقة.