وأضاف: يعتبر المؤتمر الحزبي الثامن في بيونغ يانغ بمثابة إلهاء عن الأشياء التي يجب أن نقلق بشأنها، وهي أنه في الوقت الحالي يواجه ملايين الأبرياء، بمَنْ فيهم الأطفال والمرضى وكبار السن والفقراء هذا النوع من التهديدات الفورية والشديدة للحياة، رأيناها آخر مرة في سنوات المجاعة في التسعينيات.
وأردف يقول: يوفر سوء الإدارة والغطرسة من جانب حكومتهم الخلفية للفشل الاقتصادي، لكن السبب المباشر للمأساة الإنسانية المحتملة التي تتكشف في كوريا الشمالية في الوقت الحالي هو توسيع عقوبات الأمم المتحدة لعام 2017 التي ساهمت بشكل كبير في هلاك الإنتاج الغذائي المحلي.
وتابع: لقد عملت مع أطفال وبالغين يحتضرون ويتضورون جوعًا ومرضى جدًا في جميع أنحاء كوريا الشمالية، كشفت محادثة مشتركة بيني وبين النساء المصابات بأمراض الجهاز الهضمي الدائمة والشديدة أن السبب في ذلك مضغ طعام غير صالح للأكل، مثل لحاء الشجر، لدرء آلام الجوع.
وأردف: ليس فقط غياب الطعام هو الذي يقتل الناس، من ضمن الأسباب أيضا نقص الأدوية، بما في ذلك الأساسيات مثل مكملات الحديد والمضادات الحيوية ومسكنات الألم، وأشار إلى أن من بين المشكلات درجات الحرارة في بيونغ يانغ، التي تتراوح هذا الأسبوع بين -21 إلى -16 درجة مئوية، وبهذا يجب أن يتعامل الكوريون الشماليون مع هذا الوضع مع نقص الغذاء، دون تدفئة، مياه جارية، مراحيض، إمدادات منتظمة من الكهرباء، أدوية، ملابس دافئة، وأحذية مناسبة.
ومضى يقول: من المعروف أن الكوريين الشماليين عانوا من مجاعة مروعة في التسعينيات أودت بحياة حوالي نصف مليون شخص، موضحا أن السبب المباشر فيها كان قطع واردات النفط من الصين وروسيا، عقب نهاية الحرب الباردة.
وتابع: كما هو الحال في أي مكان في العالم، تعتمد دورة الإنتاج الزراعي في كوريا الشمالية على المنتجات القائمة على النفط، بما في ذلك الأسمدة والمبيدات الحشرية والوقود للمعدات الزراعية والري والنقل، كوريا الشمالية ليس لديها نفط محلي، دون مدخلات النفط الأساسية المستوردة، انخفضت المحاصيل الزراعية، وحدثت المجاعة.
ومضى يقول: في عامي 2016 و2017، ردا على التجارب النووية والصاروخية المستمرة لكوريا الشمالية، بادرت إدارتا أوباما وترامب، على التوالي، بتوسيع نظام عقوبات الأمم المتحدة لاستهداف الاقتصاد المدني هناك.
وأردف: تضمنت إجراءات إدارة ترامب قيودًا صارمة على تصدير منتجات الطاقة، بما في ذلك النفط، في تنفيذ هذه العقوبات الجديدة، أعادت الأمم المتحدة إنتاج نفس الظروف، أي نقص الطاقة، الذي شكل السبب المباشر للمجاعة في التسعينيات.
وتابع: بالتالي كان الانخفاض الكارثي في إنتاج الغذاء في 2018 متوقعًا تمامًا، كانت عقوبات الأمم المتحدة المتزامنة على عائدات الصادرات الرئيسية لكوريا الشمالية تعني أن متطلبات الواردات الغذائية المتزايدة بشكل كبير كانت غير قابلة للإدارة، وتلا ذلك نقص في الغذاء.
وأوضح أنه منذ عام 2019، أرسلت الصين وروسيا ملايين الأطنان من المساعدات الغذائية، لا سيما الأرز والقمح، كما سهلت أيضًا التحايل على العقوبات النفطية على الرغم من أن لا أحد يعرف الكمية المهربة، التي تتدفق إلى كوريا الشمالية.
ومضى يقول: يمكن للمساعدات الغذائية الصينية والروسية السائبة من الحبوب أن تبقي الناس على قيد الحياة ولكنها لا توفر العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على حياة صحية.