وما أوضحه الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل بن معمَّر أن جائحة كوفيد-19، أعادت رسم معالم العالم، وتضرر الجميع منها بأشكال مختلفة وبدرجات متفاوتة، وسيكتب التاريخ أن العام الماضي، واحد من أكثر الأعوام اضطرابًا، بعدما تعالت فيه أصوات الانقسام المجتمعي وتصاعد خلاله خطاب الكراهية، مستدركًا أنه بالرغم من كل هذه المساوئ والاضطرابات والمعاناة، إلا أن الخير في الإنسانية متواصل، حيث يُشاهد الملايين من الأطباء والممرضين والعلماء والمعلمين والقيادات الدينية وصانعي السياسات في جميع أنحاء العالم يبادرون لمَد يد العون والمساعدة دون أمل في المكافأة أو المجد، بعدما حملوا على أكتافهم عبء ومسؤولية تجويد حياة الآخرين وإعادة رسم الابتسامة على وجوههم، أيضا ما أبانه عن كون القيم الكونية، وما تتضمنه من قيم المودة والتراحم والرجاء إلى الرحمة والإخاء، هي ما يجمع على كلمة واحدة بتضافر الجهود لإرساء السَّلام، وهي المبادئ التي يعول عليها مركز الحوار العالمي؛ لتجسيد رؤيته بشأن التعارف والتفاهم بين أتباع الأديان، وقوة التعاون والعمل الجماعي فيما بينهم؛ ما يؤسس لعالَم أفضل.
هنا يمكن أن نرصد ما ينبثق من المعطيات الآنفة الذكر تلك المدلولات التي تؤكد أن قيم الحوار الإنساني ومبدأ التآخي بين البشرية جمعاء لتحقيق الجودة المتكاملة، هو شأن له أولوية مطلقة لدى القيادة الحكيمة في المملكة، ويتأصل في أدق تفاصيل جهودها ومبادراتها مهما كانت الحيثيات المحيطة أو المتغيرات التي لا تزيد ذلك النهج إلا ثباتا ورسوخا عبر تاريخ الدولة بما يعزز مكانتها ويلتقي مع ريادتها الإقليمية والدولية.