إذاً لماذا يحصل هذا النوع من الخلاف؟
يتفق معظم خبراء القيادة على أن السمة الأساسية للقادة الفعالين هي أنهم يعرفون مَنْ هم، وما الذي يمثلونه. وأن أهم قدرة للقادة تكمن في تطوير الوعي الذاتي لديهم. عندما يفهم القائد نفسه بعمق، فإنه يظل راسخا وثابتا، حتى يعرف الناس ما يمكن توقعه منه. أن يكون القائد واعيا، هو أن يدرك الجوانب الداخلية لطبيعته، مثل سماته الشخصية والعواطف والقيم والمواقف والتصورات، وتقدير كيفية تأثير سلوكه على الآخرين. ويشمل الوعي الذاتي التعامل مع النزاعات والتغلب عليها، وتقبّل النقد البنّاء من الآخرين والعمل به. عندما يكون القائد مدركاً بذلك، فإنه يعرف نفسه جيداً، وبذلك يعتبر الاختلاف في صالح دعم الموظفين ونجاح المنظمة بأكملها. عندما أصبحت شارلوت بيرز، الرئيسة السابقة والرئيسة التنفيذية لشركة Ogilvy & Mather Worldwide، مشرفاً إدارياً لأول مرة، اعتبرت نفسها قائدة ودودة ومتفهمة. صُدمت عندما أخبرها أحد أصدقائها أن أحد زملائها وصف أسلوب إدارتها بأنه «تهديد». كان هذا التعليق مدمراً لبيرز؛ لأنه كان عكس الطريقة، التي كانت تفكر بها عن نفسها تماماً. كثير من القادة مثل شارلوت بيرز، لديهم نقاط عمياء تمنعهم من رؤية ما هم عليه بالفعل وتأثير أسلوب تفكيرهم وسلوكهم على الآخرين. والنقاط العمياء بشكل عام هي الأشياء، التي لا يدركها القائد أو لا يدرك أنها مشاكل، وهي التي تحد من فاعليته وتعيق نجاحه الوظيفي، بغض النظر عن مواهبه ونجاحاته القوية. تعقد شارلوت بيرز الآن ندوات للقيادات النسائية، وأحد الأشياء التي تخبرهن بها هو أهمية فهم أنفسهن بوضوح.
نحتاج أن نضع في اعتبارنا أن معظم الناس لا يتوقعون الكمال من قادتهم. فإنهم يتوقعون قائداً مدركاً، معترفاً بما هو عليه، وقادراً على فهم نفسه أولاً ليسهل عليه فهم الآخرين، حتى يحظى بمنظمة تعكس فعاليته. من خلال هذا التفكير الذاتي الصريح يمكن للقادة أن يصبحوا الأصول الاستثنائية، التي من المتوقع أن يكونوها في المنظمة.
@Olla_M