أكاد إذا ذكرتهم أذوبُ..
تأملت كثيراً هذا الوصف البليغ، كيف نجح قائله في إيصال فكرته، أذوبُ، كيف يمكن لذلك الرجل الكبير المهيب يذوب عند أطفاله!
لا يمكن أن أغفل أني كنت أسمع هذا البيت قبل أن أرزق بأطفال، لم يكن يعني لي الشيء الكثير!
وربما استغرب من ردة فعل الآباء والأمهات في تفاعلهم المطلق مع أطفالهم وأبنائهم، وأصفها في المبالغة غير المنطقية!
أما الآن أقف حائراً، هل أنا الآن أصبحت أبا؟! ماذا يعني من أن أكون أبا؟ هل هي الأوامر المطلقة على أبنائك، أم هي الالتزامات المادية تجاههم فقط!
تأمل معي ماذا قال الحطيئة، الذي أراد استعطاف عمر حينما أودعه في السجن!
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخٍ - زُغب الحواصِل لا ماءٌ ولا شجَرُ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ - فاغفر عليك سلام الله يا عمرُ
كيف ينجح كل صاحب حاجة أن يكسب الناس معه حينما يذكر أبناءه لهم وتعلقه فيهم وحاجتهم له.
ليس صعباً أن تكون أبا، فهذه الصفة تشاركنا فيها بقية المخلوقات!، بل أعتقد أن المطلوب من (أبوّتك) تجاه أبنائك، هي الأبوة بمعانيها المتعددة.
وأجد المسؤوليات، التي على الأب تتجاوز من توفير المال لهم أو المسكن وغيره!
صدقني لن يبقى مع أبنائك الطعام الفاره، الذي تطعمهم إيّاه كل يوم أو اللبس الغالي، أو الموضة الحديثة!
الأبوة معانيها كثيرة وكبيرة!
اليوم أنت المسؤول الأول عن:
- صناعة شخصية أبنائك.
- عن تعليمهم الدين.
- عن توجيههم التوجيه الكامل.
- عن حفظ سمعتهم في مجتمعاتهم.
- عن بناء القيم والمهارات.
- عن الحب الذي يعلّم كل شيء.
عن كل شيء يتجاوز (الرعاية) المادية.
أنت أب، فافطن لنفسك واصنع أبناءً تستحق أن تفخر بهم!
حفظ الله والدي، ورحم الله أمي، تعلمت منهما أكثر من أن يمكن لي أن أحصيه.
أوصي الآباء بأبنائهم خيراً، والحمد لله دائماً وأبداً.
@Ayish_m