قالت: أنا لم أفكر بهذه الطريقة؛ لأن هدفي أن تكون المرأة حرة ومستقلة، قلت: أنت فكرت في نفسك فقط، ولم تفكري في ولدك الذي سيأتيك من غير زوج شرعي، ثم قلت لها: لو كبر ابنك وواجهك وقال لك أنت ارتكبت جريمة في حقي لأنك فكرت في اشباع غريزة الأمومة عندك ولم تراعي إشباع غريزتي في أن أعيش بأسرة فيها والدان، أو قال لك أنت ظلمتيني بسبب حرماني من أن أعيش مع أب ألعب وأتحدث معه وأتعلم منه القوة والرجولة والشجاعة، فماذا ستردين عليه؟ هل ستقولين له أنا أمك وهذا يكفيك، أم تقولين له وجود الأب ليس ضروريا في الحياة وأنا امرأة حرة ومستقلة وقوية، وماذا تقولين لولدك لو قال لك أنت حرمتيني مما أنت استمتعت به، فأنت نشأت في بيت فيه أم وأب بينما حرمتيني أن أعيش مثلك بين أبوين؟ فهل حبك للأمومة يجعلك ظالمة وأنانية؟ أم حرصك لأن تعيشي حرة ومستقلة فإنك لا تراعين حقوق الآخرين؟
إن ما نعرفه عن الأم أنها رمز للتضحية، ولكنك أنت ضحيت بحقوق ابنك من أجل تحقيق حق من حقوقك، فهل هذه هي تضحية الأمهات؟ ولو قال لك ولدك إن من مهام الأم أن تحقق التوازن النفسي لطفلها، فأبناء الأسر المطلقة أو الأسرة المتوفي والدها تتولى العائلة تربية أطفالها، ولكن في حالتي أنا لو أنت مرضت أو مت فمن يتولى تربيتي؟ وما هي الاضطرابات النفسية التي سأعيشها بسبب تحقيق رغبة الأمومة عندك وحرماني من الحياة مع أب، وهل فكرت في كيف سيعاملني المجتمع الذي أعيش فيه وزملاء المدرسة التي أذهب إليها عندما يعرفون أني ولدت من أم فقط ولا أب لي، هل أنانيتك في تحقيق الأمومة دفعتك لارتكاب كل هذه الأخطاء؟ هل السعي لتحقيق الأمومة يعني إلغاء النظام الرباني الذي أسس عليه الكون بأن خلق الله من كل شيء زوجين، قال تعالى "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون"، وجعل الله نظام الأسرة من رجل وامرأة، وأن يكون إنجاب الطفل من الأبوين حتى يكون الطفل مستقرا وسعيدا.
drjasem @