يعتقدُ البعض ممّن لا تتوافر لدية المعلومات الكافية ولا الخبرات المستدامة، ولا الاطلاع على بواطن الأمور، وخفايا السياسة أن السياسة الامريكية تخضع لمن يقطن في «البيت الأبيض» وأن سياستها الخارجية تتماشى بقوة مع من يسكن البيت الأبيض وأنه يستطيع تغيير العالم بقراراته وأهوائه ولكن العكس تماماً هو الصحيح، فهذا بلد مؤسسات، وبلد قوميات وعرقيات، ومصالح قبل كُل شيء يقودها «المال» و«الاقتصاد» قبل أن تكون «حقوق إنسان» وسياسة دول..!!
الولايات المتحدة الأمريكية قامت ولا تزال وستظل دولة رأسمالية تعتمد على الدولار في مباحثاتها وعلاقاتها ومنهجها ولا يعني لها الأمر الآخر أياً يكُن.. فإذا كانت الزيارات والاجتماعات واللقاءات مع قادة العالم ستُثمر صفقات وتنُتج أرباحا فهي المنهجية المُتبعة.. وإذا كانت الحروب ستخرج بمزيد من الدولارات فتلك إذاً المنهجية والاستراتيجية لبلوغ المُراد وتحقيق الآمال والطموحات.. وإذا كان إغلاق الحدود وإشعال الفتن واتهام الآخرين وفرض عقوبات على مسؤولين وبعض الدول فسيكون المنفذ والطريق لمزيد من المكاسب وهيمنة البيت الأبيض على مقاصد الحياة واستنزاف المُنتفعين ــ دون إدراك منهم ــ ورُبما ضعف فتلك هي إذاً لخلق مزيد من الفُرص وجلب مزيد من الأموال!
هذه السياسة الأمريكية مُنذُ الأزل ولن تتغيّر سواء بقي ترامب أم رحل.!
جاء بايدن ــ ذلك السياسي المُخضرم ــ القادم من البيت الأبيض أساساً ومن الكونجرس، ومن مجلس النواب فهو الابن البار للسياسات الأمريكية والعارف بخفايا أمورها، والمُمسك بزمام مقاصدها.. الغارق بقوة في التفاصيل الصغيرة بكينونة السياسة والعالم.. المُعاصر للأحداث العالمية مُنذُ أربعين عاما.. فلن يحدث تغييرات جذرية في العلاقات مع «الشرق الأوسط»، ولن يُخالف المنهجية المتبعة في الدستور الأمريكي، ولن يأتي بمعجزات خارج المألوف، فهو الابن البار وسيظل كذلك.. اللهم إنه سيُعيد وهج أمريكا الخارجي بعد أن زحزحها ترامب قليلاً وسيغلق باب الاصطدامات مع القوى الكُبرى بعد أن فتحها على مصراعيها الرئيس السابق..!
salehAlmusallm@