الملك فيصل رحمه الله رد بقوة وبسرعة على وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الذي بدأ حديثه قائلا: «طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة؟»، حينها لم يبتسم الملك بل رفع رأسه بكل عزة قائلا: «وأنا رجل طاعن في السن وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟».
وبالتأكيد فقد لاحظ الكثيرون ردود الأمير سعود الفيصل رحمه الله في مؤتمراته الصحفية، كما أنني لاحظت سرعة البديهة لعدد من أبناء الملك فيصل عندما كنت أعمل مستشارا إعلاميا لجامعة الفيصل، وكان الأمير خالد رئيسا لمجلس الأمناء والأمير تركي نائبا له، وما لاحظته أيضا الحرص الشديد منهم على الوقت واحترامهم وبالتالي احترام الحاضرين.
نعود إلى حديث الأمير تركي للقناة الأمريكية فقد سأله المذيع حول المطالبات بأن تعطي السعودية للمرأة حقوقها، فرد الأمير بأنه حتى في أمريكا هناك مطالبات بأن يتم إعطاء المرأة حقوقها، وأن التاريخ يقول إن منصب رئيس الولايات المتحدة لم تصل إليه امرأة حتى الآن برغم تاريخ أمريكا الطويل، كما أن الأفارقة الأمريكيين ما زالوا يعانون ويطالبون بحقوقهم.
وأضاف إن نتائج هذه المطالبات تحتاج لوقت سواء في السعودية أو أمريكا.
والأمير تركي وعدد آخر من السعوديين الذين يستضيفهم الإعلام الغربي يعدون بمثابة وزارات إعلام تمشي على الأرض، ويحاولون تقليل سيطرة اللوبي الصهيوني على الإعلام الأمريكي وبالتالي التأثير على الرأي العام.
ولا ننسى الداهية السعودية الأخرى الأمير بندر بن سلطان الذي كنت أراه في أكثر من قناة أمريكية يدافع بصلابة وقوة عن الحقوق السعودية.
الأستاذ عادل الجبير أيضا له دور كبير في الرد على الافتراءات الأمريكية والصهيونية ويكافح وينافح بكل ثقة وقوة إضافة إلى تحركه بعيدا عن أمريكا ليوقف الإيرانيين والمتعاطفين معهم بأسلوب رائع ولغة إنجليزية عالية جدا.
الحمد لله أننا نملك شخصيات راقية في الرد والصد على أولئك الذين يعتقدون أن صمتنا أحيانا هو حالة ضعف، فيتمادون في غيهم وحيلهم وحقدهم.
الصمت السعودي هو رحلة شجاعة ومرحلة لترتيب الأوضاع ومن ثم الانقضاض كالصقور على أولئك الذين يهاجموننا.
حتى السعوديون الذين يملأون وسائل الاتصال الاجتماعي أثبتوا أن عشقهم لوطنهم لا يمكن أن يشترى، فهم يشكلون قوة ويدافعون عن الوطن وقيادته ورموزه ومواطنيه، وكم قرأنا ورأينا ردودا مفحمة من ناشطين سعوديين على المسيئين والمسيئات والحاقدين والحاقدات.
نهاية
الوطن هواؤنا الذي نتنفس به ورمزنا الذي نعشقه.
@Karimalfaleh