DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حقبة ميركل السياسية في بدايتها

حقبة ميركل السياسية في بدايتها
حقبة ميركل السياسية في بدايتها
انتخاب لاشيت رئيسًا للحزب المسيحي يؤكد استمرار إرث ميركل (د ب أ)
حقبة ميركل السياسية في بدايتها
انتخاب لاشيت رئيسًا للحزب المسيحي يؤكد استمرار إرث ميركل (د ب أ)
قالت مجلة «بوليتيكو»: إن قرار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بتأييد أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين - ويستفاليا والمرشح المفضل لأنغيلا ميركل، لا يعني نهاية الحقبة السياسية للمستشارة الألمانية بقدر ما هو بداية لها.
وبحسب مقال لـ«ماثيو كارنيتشينغ»، منشور بالنسخة الأوروبية لموقع المجلة، فإن انتخاب لاشيت رئيسًا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي يعني أن إرث المستشارة سوف يستمر.
ونوّه الكاتب إلى أن هذا الاختيار بمثابة إشارة إلى أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي سيظل في مسار ميركل على المدى القصير، كما أنه بمثابة اعتراف رسمي بأن ميركل تركت بصمة لا تُمحى على أكبر حزب سياسي في ألمانيا، ومن المرجّح أن يحدد هويته لسنوات قادمة.
ومضى يقول: يعترض العديد من المحافظين الألمان على سياسات ميركل بشأن اللاجئين والاقتصاد وحتى الوباء، لكن على مدى العامين الماضيين، لم يُمنحوا فرصة واحدة فقط، بل فرصتين لإنهاء عهد ميركل، وفشلوا في كلتا المحاولتين، وأردف يقول: كانت لديهم فرصة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتجديد النهج المحافظ التقليدي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الأمور الاجتماعية والاقتصادية على حد سواء، لكنَّ مندوبي الحزب اختاروا بدلًا من ذلك التمسك بمركزية ميركل الشاملة.
وأضاف: حتى لو اضطر لاشيت، الذي يواجه المهمة الصعبة المتمثلة في توحيد الحزب قبل سلسلة من الانتخابات الإقليمية المقبلة، إلى التنحي جانبًا وإفساح المجال أمام رئيس الوزراء البافاري الشهير ماركوس سودر في السباق على منصب المستشار، فمن غير المرجح أن تتخلى الكتلة الألمانية المحافظة عن سجل ميركل.
ولفت إلى أن نظرة واحدة إلى سجل المستشارة توضح السبب، مضيفًا: على مدى 16 عامًا، نجحت ميركل في الهيمنة على السياسة الألمانية من خلال وضع حد للانقسام الأيديولوجي، ويتابع قائلًا: في حين أن نهجها كلف الحزب دعم بعض المحافظين، الذين انجرف العديد منهم إلى اليمين المتطرف الذي يمثله حزب «البديل من أجل ألمانيا»، إلا أنه وسع أيضًا جاذبية الديمقراطيين المسيحيين، خاصة بين النساء، مفتاح النجاح الانتخابي.
هيمنة الحزب
ويواصل كارنيتشينغ: كان تصويت الأسبوع الماضي اعترافًا من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بأنه إذا أراد الحزب الحفاظ على هيمنته، فعليه أن يتطور مع المجتمع الألماني من خلال تبنّي نهج أكثر مرونة وليبرالية للعديد من القضايا، وهي إستراتيجية قد يسميها الكثيرون بـ«الميركلية».
ومضى يقول: للوهلة الأولى، كان انتصار لاشيت على فريدريك ميرز، المحافظ التقليدي الذي كان المفضل لدى الجناح اليميني لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بصعوبة، وفاز لاشيت بنسبة 53 % مقابل 47 % لميرز، لكن في عصر السياسة المتصدعة هذا، حيث يتم تحديد بعض الانتخابات الوطنية من خلال حفنة من الأصوات، فإن تقدمًا بنسبة 5 نقاط مئوية يعد بمثابة فوز ساحق.
وأردف: الأكثر من ذلك، أن ميرز، منافس ميركل منذ عقود، لم يتفوق عليه لاشيت فقط، بل خسر منذ عامين أمام أنجريت كرامب-كارينباور، الاختيار الأصلي للمستشارة لخلافتها، بعبارة أخرى، فإن وجهة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي للمستقبل المنظور قد تقررت.
ونبّه الكاتب على أن اقتراع الأسبوع الماضي لم يترك شكًّا حول هذا الأمر، مضيفًا: عرض ميرز، بعد ساعات قليلة من خسارته، الانضمام إلى حكومة ميركل كوزير للاقتصاد، وهو المنصب الذي يشغله حاليًا بيتر ألتماير، أحد المقربين من ميركل، وسارعت ميركل، من خلال المتحدث باسمها، إلى إسقاط الفكرة قائلة «إنها لا تخطط لإجراء تعديل وزاري».
وأضاف: تستعد ميركل الآن لإنجاز أندر الإنجازات السياسية للقادة في ديمقراطية برلمانية، ليس فقط من خلال تحديد وقت خروجها من السلطة، ولكن هوية خليفتها وجدول أعمال حزبها طويل المدى.
وتابع: سواء كانت القضية تتعلق بالسياسة الخارجية أو الاقتصاد، لم يخفِ لاشيت نيته في اتباع سياسات مماثلة لسياسة ميركل.
ونقل عنه قوله: ينجذب الكثير من الناس أولًا إلى أنغيلا ميركل ثم إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الثقة والمصداقية التي تتمتع بهما ميركل في الداخل والخارج لا يمكن نقلهما ببساطة من زعيم إلى آخر، ولكن يجب اكتسابهما.
ولفت الكاتب إلى أن التاريخ يحكم على القادة السياسيين ليس فقط من خلال ما يحققونه في مناصبهم، ولكن من خلال القوة الدائمة لتأثيرهم، وهذا هو السبب في أن عهد ميركل لم ينتهِ بعد، بل قد يكون في بدايته.