المؤسسات الصحفية لا تعني الورق بل تعني كل مؤسسة تعتمد في منتجاتها على مهنة الصحافة، مثل وكالات الأنباء العالمية والقنوات التلفزيونية والإذاعية، ولو قررت كل المؤسسات الصحافية في العالم أن تتوقف ليوم واحد فقط! فما المحتوى الإعلامي الذي سيتفاعل معه مستخدمو تويتر أو فيسبوك! إن نسبة القراءة على المواقع الإخبارية التابعة للمؤسسات الصحافية في أميركا ارتفع 50 % خلال جائحة كورونا بحسب استطلاعات نشرتها وسائل إعلام أميركية، وأن 45 % من المستخدمين لفيسبوك يقرأون أخبار الجائحة على موقع الخدمة الإخبارية في فيسبوك التي تعتمد على أخبار المؤسسات الصحفية ووكالات الأنباء.
وفيما يخص حديث خوجه بأنه ليس من مسؤوليات وزارة الإعلام والجهات الحكومية تقديم الدعم للمؤسسات الصحافية، أشير هنا إلى أن هيئة المنافسة وحماية المستهلك في استراليا، وهي جهة تشريعية تقابل دور وزارات الإعلام، استشعرت مسؤوليتها في خلق بيئة يزدهر فيها الإعلام ومؤسساته الصحافية، وهي تقود هذه الأيام مبادرة حكومية بدعم من وزارة الخزانة لسن ميثاق الأخبار الرامي إلى إجبار قوقل على دفع ضريبة للمؤسسات الصحافية كقيمة للمحتوى الإخباري الذي يظهر على منصاتها ويتفاعل معه المستخدمون، ولعل الكل سمع يوم الجمعة الماضي عن تهديد قوقل بحجب خدماتها عن الاستراليين احتجاجاً على التقدم في إقرار التنيظم الجديد.
من المهم التفريق بين الصحف كمنصات ورقية وبين المؤسسات الصحافية كبيت لمهنة الصحافة «صاحبة الجلالة». فالورق منصة طبيعي أن تتغير مع تغير حاجة الناس وتبدل نمط حياته لكن الصحافة مهنة راسخة لا تموت، وستبقى اليوم وغدا المصدر الموثوق الأول لمنتج استهلاكي يومي اسمه الخبر، وهو منتج يحتاجه الناس كحاجتهم للخبز.
woahmed1@