- يسعى خصوم المملكة العريبة السعودية إلى النيل من قيادة هذه البلاد ومسيرتها الدائمة، خاصة بعد اعتلاء سمو ولي العهد الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان صاحب الرؤية الطموحة إلى ولاية العهد بالسعودية وتصدره المشهد السياسي، فهم لم يدعو أي فرصة أو موقف أو حدث حتى لو كان عابراً في المنطقة إلا وأن ينالوا من خلاله بسمعة هذه البلاد وقيادتها الحكيمة.
- وكان آخرها سعيهم إلى استغلال حدث وصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض وتسلمه دفة الرئاسة الأمريكية، وأول هؤلاء المستبشرين مَنْ يسمون أنفسهم بجماعات «الإسلام السياسي»، التي اختارت لنفسها التشكيك الدائم بمواقف البلاد والنيل من قادتها على الرغم من أنّ السعودية قد احتضنت يوماً ما الكثير من قياداتها ورموزها، إلا أنّ هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة، فهم لا يزالون يواصلون ليل نهار شنّ هجوم كاسح على السعودية، مستبشرين ومهللين بقدوم بايدن على اعتباره «المخلص القادم» ممن يعتبرونه «ظلماً» و«عدواناً» قد وقع عليهم من الأنظمة السياسية في عالمنا العربي، وعلى رأسها إدعاؤهم بأنّ القيادة السعودية قد تسببت أيضاً في كشف المستور وهدم تطلعاتهم ومخططاتهم، التي يزعمون من خلال تطلعاتهم بالاستحواذ على مراكز القوى في العالم الإسلامي، وبعد أن تكلل ذلك بالفشل الذريع والخسارة الفادحة في معظم الدول الإسلامية أمسوا الآن يسعون إلى ادعاء دور «المظلومية» للتخلص من حالة العزلة، التي يعيشونها على الدوام، متناسين أنّ العالم بأسره آخذ في التطور مهما حصل أو حدث، وأنّ ممارسة «اللطم» و«الصراخ» سياسة لم تعد تجدي نفعاً.
- فهم لا يريدون الإقرار بأنّ المسيرة السعودية متواصلة، وأن قيادتها لا تتطلع لغير الأفق البعيد دون الالتفات حول صغائر الأمور، وهي ماضية إلى تحقيق الرؤى واحدة تلو الأخرى غير آبهة بمَنْ تقاعس أو تراجع ولا يضيرها من خذلها، وأنّ القطار قد فاتهم ويحتاجون إلى سنوات ضوئية أو عقود لكي يلحقوا بالركب، وكل ذلك بسبب طبيعة «الأيدلوجيا»، التي يتمترس خلفها هؤلاء دون إقرار منهم بكثرة الأخطاء والسقطات، التي اعترت مسيرتهم، فهم لا يريدون الاعتراف بتلك الأخطاء والسلبيات، بل يريدون أن يتمترسوا خلف ستار «المظلومية» على اعتبار أنّها أسهل الطرق وأقلها عناء ومشقة لاستمالة المجتمعات العربية والإسلامية، خاصة فئة الشباب.
- وفي النهاية نقول إلى هؤلاء لن تجدي معكم المحاولات الزائفة في تخليصكم من حالة «المظلومية الزائفة»، التي لا تزالون تعيشون في بوتقتها وتربون أجيالاً من شبابكم عليها لينتهجوا نفس النهج، الذي تسيرون عليه محققين في ذلك أكبر اختراق فكري وسياسي داخل المجتمعات العربية لتقدموها إلى أعداء الأمة على طبق من ذهب بجهل أو بقصد، فكفى نفخاً بالنار لأنه في النهاية لا يكتوي بالنار سوى نافخها ومعليها.
@ahmedaalabbasi