والحقيقة فإنني من الذين تأثروا بخبر وفاته -رحمه الله-، خاصة أنه جاء بعد مكالمة قبل أيام من وفاته كان يمني النفس بزيارة الإخوة بالطائف، وفي مكالمته أشار إلى تأثره بفقد أم ممدوح رفيقة دربه وشقيقة عمره -رحمها الله- وجميع موتى المسلمين.
سيرة جميلة قضاها أبو ممدوح في خدمة وطنه لعمر ناهز 75 عاما كان أبرزها وأشهرها يوم كان قائد عمليات حادثة الحرم المكي، التي قام بها جهيمان في شهر المحرم من عام 1400هـ وقد رواها بكثير من المصداقية، وفصّلها بكل شفافية في غير لقاء واحد، ولمختلف وسائل الإعلام المختلفة، مسجلا مواقف خالدة مع زملائه المشاركين ومع قيادته الرشيدة، التي حرصت كالعادة على المحافظة على الحرم، ومَنْ بداخل الحرم حينها وكل حين، ومن ثم كيف كانت المواقف المشرفة وغير الغريبة لقادة وأمراء هذا البلد الكريم -رحمهم الله جميعا- أثناء وبعد القبض على جهيمان، ومعاملته المعاملة الحسنة له كما رآها ورواها بنفسه.
رحم الله أبا ممدوح صاحب الفكر العميق المثقف والخلوق، الذي ترك في النفس كسرة، وفي المشاعر حسرة، فالصداقة الحقيقية لا تغيب كما تغيب الشمس، ولا تذوب مثلما يذوب الثلج، والصداقة إذا سكنت بالوجدان لا تقدر بالأثمان. وختاما فلصديقنا الراحل الدعاء بالمغفرة والسؤال له بالرحمة، ونحن ابتداءً وانتهاءً نؤمن بقضاء الله وأقداره، وكفى بالموت واعظاً و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
@yan1433