ما أريد أن أقوله هو ما قرّره الكثير من المناطقة، وهو - بصياغتي - (وجوب الفراغ من تعريف أيّ موضوع أو مصطلح، قبل الحديث عنه أو الحوار حوله)، خاصة إذا كان الموضوع أو المسألة المطروحة، من المواضيع أو المسائل التي يوجد اختلاف واسع حول معانيها ومدلولاتها.
فالحقيقة التي تظهر لي باستمرار، هي أنّ الكثير من الصدامات والمشاكل التي تحدث بين المرسل والمستقبل - خاصة في زمننا هذا - سببها الجوهري هو عدم تعريف الموضوع أو المسألة أو المصطلح المطروح، أو التأخر في هذا التعريف، حيث نجد في كثير من الأحيان أنّ الاختلاف الذي حدث بين المرسل والمتلقي هو اختلاف صوري لا حقيقة له، فالطرفان متفقان أصلًا، ولكنّ المتكلم كان يقصد معنى أو مدلولًا مختلفًا عن المعنى أو المدلول الذي فهمه المستمع أو القارئ.
هذا ما أحببتُ قوله في هذه المقالة، فالتعريف يجب أن يكون قبل الكلام، ليستمرَّ الهدوء والوئام، وحتى لا تضيع الأوقات الطويلة في صراعات وخصومات، واختلافات وهمية تتعب العقول وتحرق الأعصاب، مع أنها ليست موجودة أصلًا.
إنّ تعريف الموضوع أو المصطلح يكفي عندما يكون الحديث من طرف واحد، كالمحاضر، أو كاتب المقال، أو المغرّد في وسائل التواصل مثلًا، ولكنّه قد لا يكفي عندما يكون الموضوع مطروحًا على طاولة مناظرة أو حوار له عدّة أطراف، فهنا يجب الاتفاق بدقة على المعنى المقصود من ذلك الموضوع المطروح، وتعريفه تعريفًا واضحًا يشترك فيه طرفا أو أطراف الحوار قبل البدء فيه.
وعلى وزن قولهم في اللغة: (سكّنْ تسلم)، أقول (عرّفْ تسلم)، فالكثير من المسائل والمواضيع والمصطلحات وغيرها، لها معانٍ ومدلولات متباعدة جدًا عن بعضها، ممّا يوجد الاختلافات الكبيرة، التي تنتج عنها الكثير من المشاكل والمشاحنات والسلبيات التي لا تعد ولا تحصى.
@WAEL_ALGASSIM