هذه الأرقام توضح بصورة جلية أهمية ربط التعليم في المملكة العربية السعودية بتنمية القدرات الرقمية، والتي تشكل المستقبل في كل العالم، فطلاب وطالبات اليوم هم عماد الغد، وإعدادهم يجب أن يتواكب مع التسارع الرقمي الكبير الذي يشهده العالم من حولنا.
بلا شك هنالك فجوة رقمية بين العرض والطلب المهاري في سوق العمل وهو السبب الرئيسي لمبادرة «مهارات المستقبل» التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في منتصف فبراير 2020 بشراكة إستراتيجية مع صندوق تنمية الموارد البشرية «هدف»، وهي بكل التأكيد خطوة إستراتيجية لسد هذه الفجوة ورفع جودة المخرجات في تنمية القدرات الرقمية في المملكة.
وتهدف المبادرة إلى تأهيل كوادر وطنية قادرة على الوفاء بمتطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية من خلال بناء وتحفيز نظام بيئي مستدام لتنمية المهارات الرقمية والمساهمة في سد الفجوة بين العرض والطلب من خلال تقديم أربع خدمات أساسية أولها خدمة التدريب عبر برامج تدريبية متخصصة بما يتناسب مع الوظائف المستهدفة، وخدمة التأهيل والإرشاد المهني وخدمات التوظيف لطالبي العمل وإلغاء تكاليف الاستقطاب، وأخيرا خدمة الدعم المالي المقدم من قبل صندوق تنمية الموارد البشرية.
للتعليم دور مهم يمكن أن يلعبه في تطوير مهارات المستقبل لشباب وشابات الغد، وهو السبيل الوحيد لتغطية متطلبات سوق العمل وتوفير الكوادر التي يحتاجها، لهذا لا بد من السعي إلى تشييد منظومة تعليمية تتسم بقدر أكبر من الشمول لتوفير بيئة مستدامة لتأهيل كوادر وطنية ذات كفاءة عالية تدفع عملية التحول الرقمي وتحقق المواكبة القادرة على مواجهة تحديات العصر، كما يجب أن تركز هذه المنظومة على مجموعة من المجالات المهمة منها على سبيل المثال لا الحصر: إنترنت الأشياء، الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، أمن المعلومات، علم البيانات، التجارة الإلكترونية، هندسة الشبكات، البرمجيات، تصميم وتطوير الألعاب، تطوير الويب والتطبيقات.
@Ali21216