وكان سمو ولي العهد قد أعلن عن استهداف الرياض لتكون من أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم، كاشفا عن خطط المملكة لإقامة برنامج الرياض الخضراء لتشجير ملايين الأشجار في مدينة الرياض، مما سوف يقلل من درجة الحرارة، وكذلك مستوى الغبار، وأيضاً إنشاء محميات ضخمة لتحسين الوضع البيئي للمدينة.
توافر جميع معطيات النجاح
أعربت مستشار التنمية البشرية والاتصالات المؤسسي رنا زمعي، عن سعادتها بالخطة الإستراتيجية الواعدة لتطوير مدينة الرياض، عاصمة المملكة، خاصة مع ما تتمتع به من بنية تحتية، أسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - لتكون اليوم أساسا متينا نبني عليه عاصمة المستقبل.
وقالت «ها هي اليوم تحظى بتسليط الأضواء عليها وإعادة هيكلة تخطيط أحيائها وبعض مسميات بها لتكون أول مدينة نموذجية تحقق المعايير الواعدة لزيادة الفرص الوظيفية من خلال زيادة فرص الاستثمار؛ بسبب المشاريع القابلة لتنفيذها جراء المقومات الموجودة بها».
وأضافت إن خطة تطوير باقي المناطق اللاحقة لن تقل أهمية، لكن كان من حكمة القيادة جعل الأولوية للعاصمة بحكم توفر معظم مؤشرات الأداء المطلوبة لتحقيق أهداف ونجاحات ونتائج أسرع من باقي المدن، منوهة بما أشار إليه سمّو ولي العهد بشأن الاستدامة والعنصر البيئي فيها. وتابعت «اليوم كل مشاريع المملكة التي انطلقت تواكب الرؤية الطموحة المستدامة»، مؤكدة أن برنامج الرياض الخضراء سيكسب المنطقة تحسنا مناخيا وهذا يدل على دقة الخطة وشمولها لجميع النواحي اللازمة لتكون الرياض عاصمة المستقبل النموذجية.
وذكرت «زمعي» أنه إلى جانب مشروع الرياض الخضراء فقد أطلق الملك سلمان -حفظه الله- مسبقا مشروع حديقة الملك سلمان ومشروع المسار الرياضي ومشروع «الرياض آرت» ولو نظرنا لوجدناها كلها تصب في تحقيق أهداف الرؤية ورفع جودة الحياة لدى جميع طبقات المجتمع وسيكون هناك أثر اجتماعي اقتصادي ثقافي ولأول مرة سيكون من السهل قياس أثر هذه المشروعات كنماذج مشاريع مستدامة، والسبب في ذلك أن رؤية كل مشروع وتخطيطه قائم على هذا الأساس وتمت دراسة أهدافه مسبقا.
وقالت إن خطة التطوير تشمل كل مدينة تتسم بطابع مختلف وسمة مميزة تناسب إمكانياتها ومناخها وثقافتها المحلية وثرواتها الطبيعية ومقوماتها الاقتصادية والبشرية كذلك، مؤكدة ً أن كل هذه المشروعات الحيوية الجديدة ستفتح أبواب الاستثمارات والفرص لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة؛ لأنها ستمثل أرضا خصبة قابلة للتطوير والاستزادة بالفرص الواعدة وتسخير جميع الإمكانيات التي بالعادة تتغير وتتطور مع الوقت، حتى تصبح مدن المملكة ثرية بثقافتها وغنية بفرص استثمارها وعصرية باستدامتها.
دور محوري في تنمية الاقتصاد
أكد أستاذ مساعد بقسم العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية د. أحمد صمان، أن الاهتمام البيئي بالمشاريع الوطنية الرائدة، نابع من منطلق رؤية حكيمة لقادة هذه البلاد، تتضمن الحفاظ على البيئة وجودة الحياة، وتحقيق استدامة بيئية لمجتمع حيوي ينعم أفراده بنمط حياة صحية في ظل التطورات التنموية.
حياة صحية تواكب تطورات التنمية
قال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن الجبيري، إن أساسيات البرامج الاستثمارية في المملكة تنطلق من خلال توظيف الموارد المتاحة التوظيف الأمثل، وتشغيلها لتكون ذات قيمة مضافة تعزز من المحتوى المحلي وتنوع قاعدة الاقتصاد.
وأضاف إننا سوف نشهد خلال المرحلة القادمة نهضة صناعية وتوسعا في المدن الصناعية، وتفعيل أبعاد الخطط الطموحة لمدينة الرياض وفق ما أكده سمو ولي العهد - يحفظه الله - بشأن خلق وظائف ونمو في الاقتصاد واستثمارات.
وتابع «الجبيري» إن هذا يشكل تحولاً كبيراً في التوسع الاستثماري الممنهج والذي يحقق تعاظم الحراك الاقتصادي ورفع معدلات الناتج المحلي الإجمالي وصولاً إلى الاستدامة ورفاهية المواطن في ظل مرتكزات جودة الحياة وفي نفس الوقت فتح آفاق جديدة للقطاع الخاص، ورفع مساهمته كونه الشريك الأساس في كافة البرامج الاستثمارية والتنموية من خلال بيئات استثمارية وأعمال جاذبة.
وأردف قائلا «برنامج الرياض الخضراء أحد أهم المبادرات التي تتكامل معه الكثير من القطاعات ومنها توفير الوظائف، ونمو القطاع السياحي والترفيهي، والبيئة النظيفة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، وصناعة النقل، والرياضة، والتراث والمتاحف وغيرها الكثير.
تحول كبير في مفهوم التوسع الاستثماري
اعتبر المستشار الاقتصادي إياس آل بارود أن الاصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها المملكة نقطة تحول للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي شهدتها البلاد، حظيت بإشادة المجتمع الدولي منذ انطلاق رؤية 2030 ومؤسسة مستقبل الاستثمار بقيادة مهندس الاقتصاد السعودي سمو ولي العهد.
وأضاف إن سموه - أيده الله - يفاجئ الجميع كل عام بقرارات ومشاريع جديده أدت لتطلع كل دول العالم المتقدم لشراكات اقتصادية مع المملكة لثقتهم باقتصاد السعودية ومعرفتهم بخصوبة اقتصاد المملكة ومستقبله.
وثمن تصريحات سمو ولي العهد، بشأن استهداف الرياض لتكون من أكبر 10 اقتصاديات مدن في العالم، وإشارته إلى أنها تشكل 50 % من الاقتصاد غير النفطي بالسعودية، فضلا عن أن تكلفة خلق الوظيفة بالرياض أقل بـ30 % من أي مدينة أخرى، وتكلفة تطوير البنى التحتية والعقارية في الرياض أقل بـ29 % من المدن السعودية، لذلك كشف أنه سيتم الإعلان عن أكبر مدينة صناعية في العالم بالرياض.
وبين «آل بارود» أنه وفي ظل رؤية 2030 تحوّلت مدينة الرياض إلى مركز جذب استثماري مهم في ظل المشاريع الضخمة التي تنتظرها وفي مقدمتها أكبر مدينة صناعية في العالم وأضخم مشروع مترو سيربطها مع بقية المدن ودول المنطقة وأكبر مدينة ترفيهية على مستوى المنطقة، والمتمثل بمشروع القدية، إضافة إلى مشروع المركز المالي الذي سيكون مقرًا لأبرز المؤسسات المالية العالمية، وتعتبر الرياض أهم عواصم المنطقة وأحد أهم العواصم التنافسية في العالم، نظرًا لما تمتلكه من فرص نمو هائلة، تمكنها من لعب دور محوري في تنمية الاقتصاد وزيادة المداخيل غير النفطية، حيث تحولت لمركز لأعمال كبريات الشركات العالمية وتحديدًا التكنولوجية منها.
وقال إن اهتمام الأمير محمد بن سلمان بإيجاد إستراتيجية لتطوير مدينة الرياض يأتي من قناعته بأن الاقتصادات العالمية لا تقوم على الدول بل على المدن والتي تشكل 85 % من اقتصاد العالم، وهو ما يجعل من مدينة مثل الرياض مؤهلة للعب ذلك الدور نظرًا لما تمتلكه من إمكانات وما تزخر به من مقومات، وتطلع سموه إلى أن تصبح الرياض من أقوى 10مدن اقتصادية بالعالم.