وأكد النائب السابق مصباح الأحدب في تصريح لـ(اليوم)، أنه «لا يمكن أن ننكر أن هنالك العديد من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تدفع الناس للنزول إلى الشارع، ومن جهة أخرى أيضًا هنالك أجهزة تعمل على مستويات مختلفة»، قائلًا: «المستوى الأول أن هنالك مثلًا بعض الأجهزة الأمنية مرتبط مباشرة برئاسة الجمهورية، كما أن الفساد جعل من بعض هذه الأجهزة يرتبط بشكل مباشر بشخصيات سياسية نافذة ورؤساء حكومات، مما حتّم وجود مواجهة بين الأجهزة الأمنية، وهذا ينعكس على الوضع العام في البلد».
وأضاف الأحدب: «كما أن الحديث عن التمديد لرئيس الجمهورية يعني العمل على تحويل لبنان المتعدد إلى لبنان المستثنى منه مكّون محدد، كما يسعون إلى تحويل الجيش من الجيش للدولة اللبنانية إلى تحالف الأقليات، وهذا الأمر غير مقبول»، مشددًا أن «ما يحدث في طرابلس يرتبط بالعديد من الأجهزة والأجندات، إلا أن الحل يكون بوضع استراتيجيات لمعالجة وضع الفقراء في طرابلس، ولا بد من معاقبة المسؤولين عن سفك الدماء».
محور إقليمي
ويجزم الأحدب بأن «حزب الله لديه مصلحة من أحداث طرابلس، فهو جزء أساسي من حلف الأقليات التي تعمل لجرّ البلاد إلى محور إقليمي. حزب الله عمل لفترات طويلة على أن طرابلس بيئة حاضنة للتكفير، وهذا حصل عبر مؤسسات الدولة، لدى الحزب أجندة معروفة إلا أن المؤسف أن هنالك فئات سنيّة سمحت له بالسيطرة على الوضع في لبنان والاستقواء بتحالفه لفرض رؤيته ومصالحه».
انتفاضة الوطن
وشدد اللواء أشرف ريفي في بيان، أن «من يتهم أهالي طرابلس بالفوضى والشغب متآمر أو جاهل»، مؤكدًا أنها «انتفاضة الوطن والحقوق والكرامة وناتجة عن الوضع الكارثي في ظل المنظومة الفاسدة والفاشلة التي أوصلت الوطن إلى الانهيار، هذه الانتفاضة تعبّر عن كل المناطق حيث وُضع اللبنانيون أمام خيارات كارثية اقتصاديًا ونقديًا وصحيًا ووطنيًا».
وقال: «حولتم الوطن لمزرعة ملحقة بمشروع إقليمي يتناقض مع تاريخنا وهويتنا وعيشنا المشترك، وننصح أصحاب المخيلات التحليلية أن يقرؤوا الوضع جيدًا. ننبه السلطة أن أداءها وفشلها ولا وطنيتها أوصلوا الناس للانفجار، كفى ألاعيب لإلصاق صفة العنف بأهل طرابلس الذين كانوا بمقدمة ثورة 17 تشرين».
وأضاف: «من مهازل هذه المنظومة أن أركانها المستقوية بوصاية إيران وسلاحها غير الشرعي، والذين يتمسكون بحصصهم العفنة في السلطة على جثة لبنان، ينصّبون أنفسهم قضاة على طرابلس ويصدرون الأحكام. معركة اللبنانيين معهم ومع المشروع الأكبر الذي حوّل لبنان لدولة فاشلة يحكمها منبطحون وفاسدون».
وختم: «طرابلس التي أعتز بانتمائي إليها هي مدينة الوطنية والعيش المشترك، وهي تطالب باسم كل اللبنانيين بالحقوق الطبيعية للإنسان. إنها ثورة وطن، إنها ثورة الوطن والحقوق الوطنية الطبيعية والكرامة».
ماكرون في لبنان
في سياق منفصل، علمت (اليوم) أن «زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، والتي تحمل رقم 3، ستكون مختلفة عن سابقتيها؛ لأنها ستعمل على وضع الآلية التنفيذية للمبادرة الفرنسية موضع التنفيذ العملي، التي يقع في بندها الأول تشكيل حكومة المهمة والتي يتوجب عليها أن تقوم بالإصلاحات التي ستمكنها من نيل ثقة المجتمعين العربي والدولي».
وأفادت المعلومات بأنه «لا أحد يعلم موعد زيارة ماكرون إلى بيروت، إلا أنها ستكون خلال الأسابيع القليلة المقبلة، كون الرئاسة الفرنسية وضعت الملف اللبناني على نار حامية بعد الأوضاع الأخيرة التي يمر بها البلد عمومًا وبشكل خاص في طرابلس».