في الوقت الذي تعيش فيه دول موجة ثانية من جائحة كورونا المستجد ولا تزال أخرى تقف عاجزة عن احتواء الأولى، وهي تشهد تزايدا في عدد حالات الإصابة نتيجة ضعف الإمكانيات وكذلك الاستراتيجيات المطبقة فيها والتي لم تفلح في منع انتشار الفيروس، نعيش في المملكة العربية السعودية مراحل مطمئنة فيما يرتبط بعدد الإصابات والتعافي، وهي نتاج لجهود القيادة الحكيمة منذ أن ظهرت هذه الجائحة وحتى يومنا هذا، فحكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، وضعت سلامة الإنسان فوق أي اعتبار، باذلة في سبيل ذلك كافة التضحيات ومسخرة كل الإمكانات التي من شأنها حماية النفس البشرية من جائحة (كوفيد 19).
وحين نمعن في المعطيات الآنفة الذكر نستدرك أيضا حجم المسؤولية المنوطة بكل من حباه الله أن يكون في هذه الأرض المباركة خلال هذه الأوقات العصيبة سواء من المواطنين أو المقيمين على حد سواء، فالاستدامة باتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية أمر لا يحتمل خيارات أخرى في سبيل تجاوز هذه الجائحة، وتأتي دعوة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، إلى المحافظة على المكتسبات التي تحققت في التصدي لجائحة كورونا، وقوله في كلمة له: «تلاحظون أن كثيرا من دول العالم تعيش الموجة الثانية من الجائحة، وبشكل أكبر من الأولى، ونحن لسنا بمنأى من ذلك، لذا يجب علينا التعامل مع هذا الفيروس بكل جدية وعدم التهاون في اتخاذ الاحترازات كافة التي تكفل - بإذن الله - مواجهته والتصدي له».
وإضافته: لقد رصدنا وللأسف خلال الأيام الماضية زيادة ملحوظة وارتفاعا مستمرا في أعداد الإصابة بالفيروس، ومن أهم أسباب هذا الارتفاع التجمعات بأنواعها والتراخي في تطبيق التدابير الوقائية، وهذا أمر خطير، ولا نرغب في حدوث تفشيات مرة أخرى لا قدر الله، إن الالتزام والتعاون منا جميعا يسهم في دعم الجهود التي تقوم بها كافة قطاعات الدولة للتصدي لهذه الجائحة، وبلا شك فإن عدم الالتزام سوف يجعلنا نضطر لاتخاذ إجراءات احترازية لحماية المجتمع.
فهذه الكلمات لوزير الصحة تأتي كدلالة أخرى على جدية الموقف، وكذلك على أهمية الأدوار المناطة بكل نفس بشرية تقيم على أرض المملكة، من التزام الحيطة والحذر حرصا على سلامة الجميع وإسهاما في بلوغ بر الأمان، ومراحل الاطمئنان.