- فما تفضل به ولي العهد هو إشارة ورسالة واضحة وصارمة وبوضوح ولا تحتمل التخمينات أو التزييف إلى كل من يشكك في النهج الذي تتبعه السعودية، عبر كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى وجه الخصوص تحويل عاصمة المملكة الإدارية إلى مركز جذب وعامل ترغيب نحو نمو اقتصادي وصناعي وسياحي حقيقي على مستوى العالم.
- وهنا يشدد ولي العهد السعودي ولأول مره يعلن كمسؤول سعودي أو عربي على حد علمي أنّ المدن تعدّ "محوراً رئيساً" في التنمية وليس الدول كما هو مشاع، مشيراً إلى أنّ الاقتصادات العالمية قائمة على المدن وليست الدول، واسترسل سموه قائلاً: سنركز على المدن دون إغفال البعض الآخر منها فبعد إطلاق مدينة "نيوم" الرشيقة نطلق إستراتيجية مدينة الرياض ومستهدفاتها، وسننتقل إلى منطقة مكة المكرمة وعسير وهكذا.
- تركيز ولي العهد في معرض حديثه الأخير على الرياض يعدّ إحدى ركائز النمو الاقتصادي في السعودية، والذي أكدّ فيه على أنّه يستهدف إلى أن يصل عدد سكان الرياض إلى 15 - 20 مليون نسمة في 2030، وبالتالي فإنّ الرياض ستكون من أفضل 10 بنى تحتية في العالم.
- وأخيراً كشف الضوء عن أنّ المملكة سوف ترفع الأصول العامة لصندوق الاستثمارات العامة إلى (أربعة ترليونات ريال)، وهذا فيه بادرة أمل ورفع للمعنويات في المرحلة المقبلة، بل وقطعاً للطريق على المشككين بنهج سموه منذ استلامه دفة ولاية العهد.
-كما أراد ولي العهد التأكيد من خلال لقائه، على أهمية دور المملكة كلاعب رئيس لا يمكن الاستغناء عنه في ملعب السياسة الدولية ودورها المهم ليس على مستوى الشرق الأوسط فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي، لاسيما وهو يتحدث بلغة الأرقام التي تعزز مراكز القوى بين الدول، والتي تؤكد أن الاقتصاد القوي هو القوة الحديدية التي تخشاها كل الثكنات العسكرية مهما بلغت قوتها وعتادها، وهو الذي يصنع التوجهات المتجددة ويحقق الرغبات ويغير اتجاه البوصلة، لذلك وكأن محمد بن سلمان يوجه رسالة للعالم بأن بلاده ستكون ضمن العشر الدول الأكثر قوة وتأثيراً واقتصاداً وعتاداً، ومن أهمها صناعة للقرار وتأثيراً فيه دون "قنبلة نووية" بل بالاعتماد على عقول وسواعد أبناء وبنات الوطن، فبالهمم سنرتقي فوق هام السحب.
ومن تاريخ إطلاق الإستراتيجية يحق لنا القول: إن نجد العذية وصلت إلى العالمية بإرادة صلبة ورغبة ملحة وتمكن واقتدار.