وما بين المشهدين يقف المواطن بين مواطن ملتزم، ومواطن متراخٍ، ومواطن حسب الظروف يغير نهجه إلا أن الجميع يعلم أن قانون كورونا ليس له قانون، بل أصبح يتحور إلى نوع ينتج نوعا، يستشر كلما استخف به، يكبح جماحه شيء واحد «الالتزام».
الالتزام مع قلة الحيلة فتح لي باب التأمل، فهو بهذا الوصف باب نجاة في كل مواضيع الحياة في الصحة، في الإنفاق، في تطويع الواقع لتسهيل الحياة.
الالتزام إن كان منهجا من دون قيد، فذاك سيعكس نمطا مرفها دائما للحياة، وحرفية عالية لجودة الأيام، ومستقبلا واعدا فيه لن تتعرض لوعكات صحية أو تأزمات مالية، بل كل الخطط قد تستقيم بالالتزام.
التزمت مملكتنا بالمواطن التزاما تاما، وتتبع الوزير خطط السلامة ومحاذيرها وسخر لها الإعلام المرئي والمسموع وأنشأت التطبيقات وكلفت جهدا بشريا وإنفاقا ماديا مهولا من أجل النأي بالمواطن عن حدود هذا الفيروس العجيب، ولم تطلب مقابله سوى الالتزام.
بدوره فيروس كورونا أكثر التزاما من البشر لا يتعدى حدوده، بل يقف حيث ينتهي الإهمال، لا يتصف بأنانية بعض البشر ممن لا يلاحظون أن إجهاض الجهود ذنب ستدفع فاتورته، فما تصدره من لامبالاة عليك سيعود، لا يطلق شائعات بالتساهل والتراخي، بل صريح «إن أهملت ستمرض وقد تموت وإن أخذت اللقاح قد تتقيني لوهلة ولكن الإهمال يهدم كل الحصون».
فهل سيلتزم المواطن من أجل نفسه؟ وهل سيفهم أن تحديد الأولويات وإعطاء الأمور حقها واجب؟
هل سيحاول المواطن اللا مبالي -إن صح التعبير- أن يشبه قليلا الفيروس ويتعلم منه الالتزام والمحاذير؟
هل سنمتثل للتوجيهات من أجل سلامة المواطن الملتزم، ومن أجل وطن قدم الكثير ولم يطلب منا إلا عنوانا يقودنا بمشيئة الله إلى بر السلامة، عنوانا يسيرا يقودنا لخير كثير «الالتزام».
ALAmoudiSheika@