تدهور الأوضاع الإنسانية في أنحاء من العالم، تحديدا التي لم تكن لديها القدرة على مواجهة آثار جائحة كورونا المستجد (كوفيد 19)، إما بسبب ضعف إمكاناتها المادية أو لعدم استقرارها من الناحية الأمنية، وفي كلتا الحالتين وغيرها من الظروف المشابهة، فإن التهديد الذي يطال الأنفس البشرية في تلك البقاع من الأرض يأتي في مقدمة اهتمامات واستراتيجيات ونهج المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع «يحفظهما الله»، وهو ما يتجلى في تلك المبادرات والتضحيات التي قامت بها الدولة منذ بداية هذه الأزمة غير المسبوقة في التاريخ الحديث وحتى اليوم، والتي كان هدفها إغاثة النفس البشرية وتقديم العون والرعاية لها في أي بقعة من بقاع الأرض دون الالتفات لأي حيثيات متعلقة بالزمان أو المكان، فالشعار الأوحد كان سلامة الإنسان.
حين نمعن في التفاصيل الآنفة الذكر، وما يلتقي مع أبعادها من قيام المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، حين وقع المركز عبر الاتصال المرئي، مذكرة مساهمة مالية تشتمل على مشروعين مع البنك الإسلامي للتنمية لدعم الصندوق الإسلامي العالمي للأعمال الخيرية للأطفال بمبلغ إجمالي 9 ملايين و162 ألف دولار.
وأنه سيجري بموجب المشروع الأول دعم الخدمات الصحية والتغذوية من خلال الرعاية الصحية الأولية للاجئين الروهينجا في بنجلاديش بالشراكة مع منظمة اليونيسف، يستفيد منها 130 ألف فرد، كما أنه سيجري بموجب المشروع الثاني تحسين التغطية باللقاحات والخدمات الصحية للأطفال دون سن الخامسة بمحافظات بلوشستان، وخيبر بختونخوا، والبنجاب في باكستان، بالشراكة مع منظمة اليونيسف، يستفيد منها مليون و368 ألف فرد، وذلك ضمن حملة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لإغاثة الشعب الباكستاني الشقيق.
فهذه المعطيات والأطر التي ترتكز عليها، ترسم ملامح دلالة أخرى لتلك الجهود الإنسانية اللامحدودة التي تقوم بها حكومة المملكة في سبيل حماية الإنسان كنهج يتأصل في تاريخ الدولة ويعكس مكانتها وتأثيرها إقليميا ودوليا.