بين العوامل الداخلية والخارجية والأزمات التي يعيشها لبنان من الانهيار الاقتصادي والمالي إلى وباء كورونا، ينتظر اللبنانيون تحرك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعتزم زيارة لبنان قريبًا، حيث وعدت الرئاسة الفرنسية بأن تكون هذه الزيارة مختلفة عن سابقاتها، وقالت مصادر إعلامية إن الرئاسة الفرنسية تجري اتصالات مع العديد من الشخصيات السياسية وإن هناك مسعى فرنسيًا جديًا وحثيثًا، وفرنسا قدمت أفكارًا وطروحات ستساهم في فتح الطريق أمام تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري.
وعلى وقع الزيارة المنتظرة يتحرك ساسة لبنان لملاقاة الوضع الدولي الجديد مع إدارة أمريكية جديدة تتخذ سياسات مختلفة عن سابقتها فيما يخص المنطقة، وبشكل خاص إيران والاتفاق النووي، لكن الحسابات الداخلية تراوح مكانها؛ فالرئيس ميشيل عون وصهره باسيل رئيس التيار الوطني الحر، لا يزالان يريدان ثلثًا معطلاً في الحكومة التي يسعى الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيلها، وهذا ما أكده رئيس مجلس النواب نبيه بري، مساء أمس الأول الإثنين، حيث أكد أن تشكيل الحكومة تعرقله أسباب داخلية؛ إن العائق الذي يقف في وجه ولادة حكومة الرئيس الحريري ليس من الخارج بل الداخل، لكن الرئاسة ردت سريعًا وقالت إن عون لم يطالب أبدًا بالثلث المعطل!
ويفسر مراقبون موقف باسيل بتمسكه بالثلث المعطل رغم وجود هذا الثلث للتحالف بينه وبين حزب الله، أن باسيل لا يريد ضمانات من حلفاء قد يتخلون عنه في أول صفقة إيرانية مع الولايات المتحدة وإدارتها الجديدة، فجبران باسيل يريد العمل لحسابه بعيدًا عما سيحدث من تطورات خلال الأشهر المقبلة في المنطقة، خاصة أن التحركات الأخيرة للرئيس نبيه بري تشير إلى أن جهود تشكيل الحكومة قد تثمر مع زيارة ماكرون إلى لبنان والذهاب بالمبادرة الفرنسية إلى النهاية.
وكانت مصادر فرنسية أكدت أن الموقف الفرنسي لا يزال يطالب بحكومة في أسرع وقت لتنفيذ خريطة الطريق التي تمّ الاتفاق عليها، وأشارت المصادر إلى أن هذا ما حرص ماكرون على أن يطلبه من نظيره اللبناني خلال اتصاله به.