وقالت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان: «لا يسود الإفلات من العقاب فحسب، بل يستمر ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان التي قد ترقى إلى مرتبة الجرائم ضد الإنسانية».
وحثت باشيليت القوى العالمية على السعي لتحقيق العدالة ومنع حدوث مزيد من الانتهاكات، وطالب التقرير مجلس الأمن الدولي بإحالة كوريا الشمالية إلى المحكمة الجنائية الدولية أو إنشاء محكمة خاصة.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني لرويترز: «المحاسبة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم المستمرة ضد الإنسانية يجب ألا تكون اعتبارًا ثانويًّا في دفع كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات».
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، متحدثًا عبر شبكة (إن.بي.سي) الإخبارية الإثنين: إنه يمكن اللجوء إلى عقوبات إضافية على كوريا الشمالية بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة كوسيلة لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة المقسمة، وأضاف: «إن الأدوات الأخرى تشمل حوافز دبلوماسية غير محددة».
وتنفي كوريا الشمالية وجود معسكرات اعتقال سياسية، ونددت في يوليو العام الماضي بإعلان بريطانيا فرض عقوبات على منظمتين قالت الحكومة البريطانية «إنهما متورطتان في أعمال السُخرة والتعذيب والقتل في تلك المعسكرات».
وذكر تقرير الأمم المتحدة، نقلًا عن مقابلات مع معتقلين سابقين، أنه استمر في تلقي «روايات متسقة وذات مصداقية عن إلحاق آلام جسدية وعقلية شديدة أو معاناة المعتقلين من خلال الضرب ووضعيات الإجهاد والتجويع في أماكن الاحتجاز».
وجاء في التقرير أن ذلك يؤكد النتائج التي خلص لها تحقيق الأمم المتحدة في 2014 برئاسة القاضي الأسترالي السابق مايكل كيربي «ويشير إلى أن جرائم التعذيب ضد الإنسانية لا تزال تُرتكب في نظام السجون العادي».
وأضاف التقرير إن العمل القسري «وهو نظام استعباد قد يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية» لا يزال موجودًا في السجون.
وتحدَّث المُنشقُّ الكوري الشمالي، جونغ غوانغ إيل، في أغسطس العام الماضي، صراحةً عن التعذيب الذي تعرَّض له في أثناء فترة محبسه في أحد أسوأ معسكرات الاعتقال في كوريا الشمالية، قبل أن يجد طريقة للهروب إلى الجارة الجنوبية ويروي مأساته للإعلام.
وفي حوار أجرته معه صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية، كَشَفَ جونغ، البالغ 57 عامًا، والذي يعيش حاليًّا في كوريا الجنوبية، عن تجربته في المعسكرات.
وتحتجز كوريا الشمالية حسب تقرير صحيفة «Express» ما يُقدر عددهم بـ120 ألف سجين سياسي وغيرهم من «أعداء الدولة» المعتقلين في معسكرات، ويجبر الكثيرون منهم على العمل لمدة 16 ساعة في اليوم الواحد، مع تقديم القليل من الطعام لهم، وإخضاعهم لتعذيب وحشي.
وألقي القبض على جونغ في 2000 بينما كان يعمل تاجرًا للأطعمة البحرية بعد اتهامه من قِبَلِ أحد زملائه العاملين بالتجسُّس، واقتيد إلى سجن «المعسكر 15» الجبلي سيئ الصيت، المعروف باسم «يودوك».
وهناك لقي الكثير من السجناء حتفهم إما بسبب الإجهاد وإما بسبب الجوع.
وقال جونغ: إنه تمكَّن من النجاة فقط بعدما أُخبِرَ بأن أفراد عائلته سوف يُعتَقَلون إذا مات في «المعسكر 15».
وزعم أنه تعرَّض للتعذيب على نحوٍ منتظم من خلال أساليب عديدة، تتضمَّن الإيهام بالغرق، والصدمات الكهربائية، والتقييد إلى الجدار لساعاتٍ في أوضاعٍ مُجهِدة.
وأُطلِقَ سراح جونغ في نهاية المطاف، ثم سَبَحَ عابرًا إلى كوريا الجنوبية.