يعد الرابع من فبراير من كل عام، اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان. والذي يُعتبر واحدا من أهم الأنشطة التي يجب على المجتمع الاهتمام بها، وتوحيد الجهود ضد مرض خبيث ينتشر بقوة ويحصد عاماً بعد عام المزيد من الأرواح.
السرطان هو السبب الثاني للوفاة عالميًا، والرابع عربيًا حسب تقارير منظمة الصحة العالمية. لكن الجيد في الأمر أنه مع انتشار تقنيات الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية أصبحت العلاجات أكثر قدرة على تحقيق المطلوب منها. وحول العالم يعيش الملايين من المصادقين لسرطانهم. قادرين على التحكم فيه والتعامل مع أعراضه الجانبية.
يقول جويل فورمان وهو أخصائي وطبيب وكاتب في المجال الصحي "لن نجد علاجًا سحريًا للسرطان. يجب علينا ان نعمل على وسائل للوقاية منه"
ومن هنا تبرز أهمية اليوم العالمي لمكافحة السرطان. فهو اليوم الذي تعمل فيه المؤسسات والجهات الصحية، على التوعية بضرورة الكشف الدوري لدى الأطباء ومعامل التحاليل المتخصصة في الاكتشاف المبكر للسرطان بأنواعه المختلفة.
تزيد أهمية التوعية بضرورة الكشف الدوري على بعض أنواع السرطان الأخرى مثل سرطان الثدي لدى النساء أو البروستات لدى الرجال. هذه الأنواع التي تقول الإحصائيات إن أكثر من ٧٠٪ من الحالات قادرة على التعافي في حالة الاكتشاف المبكر. ما يجعل التوعية بهذه الأمور من أهم ما يتم التركيز عليه في اليوم العالمي لمكافحة السرطان.
ولا يمكن أن ننسى أهمية حملات الدعم النفسي التي تساهم في رفع الحالة المعنوية لمريض السرطان. وفي الرابع من فبراير من كل عام نشهد العديد من اللفتات المميزة في هذا الأمر. كأن يقوم مجموعة من الأصدقاء بحلاقة شعر رأسهم تضامنا مع صديق أصيب بالمرض الخبيث. أو أن يشارك طلاب المدارس في ماراثون لجمع التبرعات وتخصيصها لدعم مرضى السرطان. فالدعم المعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي. ويجب أن تتضافر الجهود من أجل العمل على كلا الاتجاهين لتقديم أفضل دعم لمرضى السرطان.
ولأن فبراير هذا العام يأتينا في ظل انتشار جائحة كورونا. فقد قررت الكثير من المنظمات ترتيب فعالياتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين الأشخاص لمنع انتشار الفيروس، لذلك من المهم أن ندرس جيداً طرق المشاركة في اليوم العالمي لمكافحة السرطان دون الإخلال بقواعد الوقاية من فيروس كورونا.
الأهم أن تكون فرصة الرابع من فبراير نقطة انطلاق لمكافحة السرطان. وليست مجرد فعالية تستمر ليوم واحد ثم تنتهي. فمرض السرطان على الرغم من كونه مرضا خبيثا، لكن يمكن التصدي له إذا وحدنا الجهود ضده. ليس في يوم واحد فقط. لكن على مدار العام كله.
@Abdul_85