أما ما يخص الآثار الاقتصادية على (جيوب) الشباب من ارتياد المقاهي الزائد عن الحد، إذا افترضنا أغلب رواد المقاهي من الشباب، وأن معدل ما ينفق الشاب في المقاهي يوميا يقدر بـ50 ريالا في الغالب.. وبهذا المبلغ يكون معدل ما ينفقه الشاب 1500 ريال شهريا، ولكم أن تحسبوا كم نسبة هذا المبلغ من راتب الشاب..
وبهذا السلوك يكون الشاب قد أسرف في السهر، وفي الإنفاق وأطال النوم في النهار!!!
ومع زحمة الشباب في السهر وكثرتهم في المقاهي، نجد البلد تعج بإخواننا المقيمين مع بداية كل يوم قبل الإشراق نجدهم في المدن الصناعية والورش وأعمال البناء وتموين المحلات التجارية وأسواق الخضار ومحلات قطع الغيار وغيرها، ومَنْ يشاهد المنظر آخر الليل في أغلب المقاهي بجميع المناطق لا يكاد يجد أحدا من شركاء النجاح من إخواننا الوافدين/ المقيمين.
لكننا نشاهدهم في الصباح مع (البكور)، حيث لا يكاد يشاهد سعودي إلا ما ندر، ففي الليل يغيب المقيم، وفي الصباح الباكر يغيب الشباب ولسان حال مَنْ يلحظ هذه المفارقة بين المشهدين يقول غلطان مَنْ يقول في بلدنا سيطرت العمالة لأنهم غير متواجدين، وفي الصباح من كثرة المقيمين في شتى مناحي الحياة كخلية نحل وندرة الشباب يقول غلطان مَنْ يعتقد أن لدينا بطالة!
وبعد هذا المشهد نجد العديد ممن يتصدرون أحاديث المقاهي والجلسات، قائلين الأجانب أكلونا ونافسونا على لقمة العيش!! وهناك مَنْ يتعدى إلى أبعد من ذلك قائلا... سرقونا! في الواقع عندما أتى المقيم إلى أرض الخير أتى من الباب النظامي، ومن أتى خلاف ذلك أو مارس أعمالا تجارية وتستر بأسماء مواطنين، الخلل في المواطن، الذي فتح نوافذ للمقيم والالتفاف على الأنظمة.
تشبيه انتشار وحركة الشباب ليلا، والمقيمين نهارا بخلية النحل صحيح، ولكن شتان بينهما، فخلية نحل شبابنا ضياع الأوقات و(بعزقة) الفلوس، وخلية الأجنبي جني الدراهم، وتحويلها لأوطانهم!
Saleh_hunaitem@