وكان الدبيبة ذكر عقب انتخابه أنه سيلتزم بما وعد به خلال اللقاءات مع بقية الفرقاء السياسيين. كما أشار إلى أنه يتقبل أي نقد أو نصيحة من الليبيين. مضيفا: أنا منكم فلا تقسوا علي كثيرا.
من جهته، أكد محمد يونس المنفي رئيس المجلس الرئاسي أن العمل صعب، مع وجود عدد من الملفات والتحديات حتى إجراء الانتخابات وتسليم السلطة، ولكنه أعرب عن تمنياته بأن يكون هذا العمل جماعيا، قائلا: نحن وحدنا لا نستطيع فعل شيء.
ورحبت المملكة ودول عربية بنتائج التصويت على تشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة من قبل ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف برعاية الأمم المتحدة، فيما رأت دول أوروبية أن الطريق لا يزال طويلا لتحقيق الاستقرار في ليبيا، إذ يتعين على السلطة الجديدة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتنظيم انتخابات عامة وحل الأزمة الاقتصادية.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن تطلعها في أن تحقق هذه الخطوة الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، مثنية على جهود الأمم المتحدة المثمرة في ذلك.
وعبرت الوزارة عن أملها في أن يحافظ هذا الإنجاز على وحدة وسيادة ليبيا، بما يفضي إلى خروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة ويؤسس لحل دائم يمنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر.
ترحيب عربي
كما أعرب عدد من الدول العربية من بينها الإمارات ومصر والبحرين عن أملها في أن تحقق هذه الخطوة الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.
وأشادت جامعة الدول العربية بالتصويت الذي أجراه بنجاح ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف وأفضى إلى اختيار السلطة التنفيذية الجديدة للمرحلة التمهيدية في ليبيا.
ورحب مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة بنجاح الملتقى في تحمل مسؤولياته بهذا الشكل الإيجابي، مؤكدا أن تنصيب المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة يمهد لعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في نهاية العام الجاري.
وثمنت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي الجهود المبذولة من الأمم المتحدة التي رعت ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف.
خطوة مهمة
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن اختيار أعضاء منتدى الحوار السياسي الليبي لسلطة تنفيذية مؤقتة موحدة يعتبر خطوة مهمة في البحث عن السلام في البلاد، داعيا جميع أعضاء الحوار وأصحاب المصلحة الليبيين والدوليين إلى احترام نتائج التصويت.
كما رحبت حكومات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا بالحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، لكنها مع ذلك حذرت من أن الطريق «لا يزال طويلا».
وقال بيان مشترك أصدرته الخارجية الألمانية إنه «سيتعين على السلطة التنفيذية الموحدة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتوفير خدمات عامة أساسية للشعب الليبي وإطلاق برنامج مصالحة هادف والتعامل مع احتياجات الميزانية العامة وتنظيم انتخابات عامة»، مضيفا إن «الطريق لا يزال طويلا».
وصوت أعضاء لجنة الحوار السياسي، الجمعة، على اختيار السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، حيث فازت القائمة التي تضم محمد يونس المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، وعضوي المجلس موسى الكوني، وعبدالله حسين اللافي، ورئيس الحكومة عبدالحميد محمد الدبيبة.
وبحسب مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني ويليامز فإن الحكومة الجديدة أمامها 21 يوما من أجل تشكيل فريقها من الوزراء.
وشدد الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف في تصريحات لـ(اليوم) على أن السلطة الجديدة ستواجه ملفات شائكة أبرزها: تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مؤخرا في جنيف بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق، وخروج المرتزقة الذين دفع بهم النظام التركي بقيادة أردوغان، وتفكيك الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس ومصراتة ومدن الغرب الليبي، وتنظيم الانتخابات في ديسمبر المقبل، واستكمال مسار المصالحة الوطنية.