هذا التوجه نحو صياغة إستراتيجيات تنموية للمدن، وكذلك التركيز على توجيه النمو السكاني في مراحل التخطيط والتنمية، هو أمر مهم. وقد تطرقت إلى أهمية هذا التوجه في مقالات سابقة، منها «إعادة التخطيط لتحقيق تنمية مستدامة» لأهمية وجود الرؤى والإستراتيجيات للمناطق وآليات تنفيذها من مخططات إقليمية وهيكلية بالمناطق ومراجعة وتقييم ما هو قائم من مخططات عمرانية لتحقيق رؤية المملكة في جميع المناطق، وكذلك مقال بعنوان «التخطيط وتحفيز التكاثر السكاني» تطرقت فيه إلى سياسات تخطيط المدن وتحفيز التكاثر السكاني في مملكتنا الغالية باقتصادها القوى ومواردها الطبيعية الهائلة ومساحتها الكبيرة ورؤيتها التنموية الواعدة 2030.
جهود مستمرة مباركة يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد تتضح معها مراحل التنفيذ لرؤية المملكة 2030. وفي إعلان سموه عن الإطلاق الوشيك لاستراتيجية مدينة الرياض، وكذلك العمل على إستراتيجية مدينة مكة المكرمة، وإستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وباقي مناطق المملكة، إنما هو تأكيد على ربط قطاعات التنمية في منظومة تنموية مكانية متكاملة، بإستراتيجية يأخذ تخطيط المدن والأقاليم فيها دوراً أساسياً.
وأخيرا وليس بآخر؛ ومع قرب إعلان إطلاق إستراتيجية مدينة الرياض، وكذلك العمل على إستراتيجية مدينة مكة المكرمة، وإستراتيجية المنطقة الشرقية، ومنطقة عسير، وباقي مناطق المملكة، أعيد طرح مبادرة «كليات تخطيط مدن المستقبل» في جميع جامعات مناطق المملكة لتلعب دور مهم في المشاركة في تأهيل الكوادر البشرية المؤهلة في تخطيط المدن والأقاليم، ولتساهم في تنفيذ رؤية المملكة 2030 الطموحة، والتي تتطلب تخطيطا وتنفيذاً وإدارة مكانية متخصصة تحقق التناسق بين قطاعات التنمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.