بالتأكيد لن يقتنع أحد بالتعليم عن بعد قبل جائحة كورونا، وربما يعتقد الكثير أن الحديث عن هذا الموضوع ضرب من الخيالات ولا يمكن تحقيقه على أرض الواقع، وهو استنتاج في محله في ذلك الوقت لأن التجربة لم تكن حاضرة بقوة في تلك الفترة، وأيضا لم نكن نعرف عن هذا النوع من التعليم سوى لمحات بسيطة تتمثل في أغلبها لمن يريد تعلم بعض اللغات (أون لاين) وما عدا ذلك يعتبر مجهولا هذا النمط من التعليم بل لا يؤمن الكثير بفاعليته.
ماذا حدث بعد كورونا واضطرارنا للدخول في هذا المجال بدون مقدمات، الكثير منا في بداية الأمر اعتبر هذا التعليم مجرد مرحلة عابرة وستتغير الأوضاع ونعود لتعليمنا الحضوري بعد انتهاء الجائحة، لأنه في رأيه غير مجدٍ بينما اعتقد البعض الآخر أنه يمكن الاستفادة منه في مجالات كالدورات التدريبية وغيرها وعدم صلاحيته للتعليم، من وجهة نظر شخصية أعتقد أن التعليم عن بعد ليس سيئا كما كنا نعتقد في البداية، وأنه أقرب للترفيه كما يتصور البعض بل على العكس بدأنا نلاحظ انضباطا وجدية من قبل الطلبة وأولياء أمورهم مع مرور الوقت مما حقق الفائدة المطلوبة إضافة إلى نجاح وزارة التعليم في هذه التجربة بشكل جيد، وهو نجاح يتطور مع مرور الوقت ويحقق مكاسب مهمة لهذا النوع من التعليم ويؤكد حضور المملكة القوي تقنيا وتعاملها الاحترافي بشكل فاعل مع التطورات المستجدة في عالم التقنية.
لدي اقتراح لوزارة التعليم يتمثل في عدم إلغاء هذا النوع من التعليم بعد انتهاء جائحة كورونا وأيضا عدم تعميمه بشكل كامل؟ بحيث يقتصر الحضور إلزاميا على المرحلة الابتدائية لأنها مرحلة تأسيس، وأما بقية المراحل (المتوسطة والثانوية) فيتم عن بعد في الدروس النظرية فقط، أما الدروس العلمية فيتم حضوريا بحيث تعطى يومين في الأسبوع فقط.
الاقتراح السابق إذا تم تطبيقه سيوفر الكثير من المصاريف والنفقات على وزارة التعليم بدءا من طباعة الكتب، وكذلك الترشيد بشكل كبير في موضوع بناء المدارس لأننا إذا اقتصر الحضور على يومين في الأسبوع لن نحتاج في كل حيين أو ثلاثة سوى لمدرسة واحدة فقط خلاف التوفير في نفقات النقل المدرسي وغيرها.
التعليم عن بعد يتطور والتقنية تتطور، والأفضل التعامل معها في مجال التعليم واستثمارها لا إبعادها من المشهد.
almarshad_1@